سمير الجمل
يا وزير التنمية المحلية .. أين "مشروعك"؟!
** بماذا تفسر التصريحات التي جاءت علي لسان وزير التنمية المحلية الجديد هشام الشريف عن خطة وخطط.. وماذا عن زيارته الأولي لمستشفي ومدرسة في اسيوط؟!
* المعلوم عن الدكتور الشريف انه عقلية علمية ودماغ مبرج علي ارقام وبيانات.. وهو يعرف اكثر من غيره.. ان زيارته إلي أسيوط من حيث الشكل مطلوبة لكنها من حيث المضمون "فالصو".. فقد ذهب إلي مدرسة ومستشفي ومعه الكاميرات في لقطات أصبحت بالنسبة للمواطن مملة وسخيفة وغير مجدية.. وكان الأولي به أن يفعلها علي "الطريقة المحلبية".. يتخلي عن بدلته الرسمية وزفة الموكب الرسمي.. ويتجه الي مراكز المدن والوحدات المحلية في القري أو ما تيسر منها لأن الزيارة لن تسمح له إلا بمركز أو اثنين.. ثم ان فلسفة أن يبدأ الوزير الجديد شغله وهو يمسك "استيكة" لكي يمحو ما فعله سابقه.. يبدأ - أول السطر.. فلسفة عقيمة فلا الوقت ولا ميزانية الدولة وظروفها تسمح له بذلك حاليا.
* والكلام عن خطط وبطاطس.. يحتاج سنوات.. وهو يعرف واكيد رئيس الوزراء أخبره أن العملية لا تحتمل وان الخطط موجودة وحمل وشيل سيادتك.. المهم الفعل الأكشن وأن يشعر المواطن الصعيدي بأنه ينتمي الي البلد قولا وفعلا وساكن القرية قبل المركز والمدينة.. وليس غريبا علي أرضها وهو أهلها.
* طيب لماذا وقفت عند تصريحات الشريف دون غيره.. وباقي تصريحات الوزراء الجدد في مجملها لم تخرج عن هذا الكلام الحامض القديم جداً.. باستثناء كلام علي مصيلحي وزير التموين وقفت عند كلام الشريف لأن المحليات هي أكبر أمانة في رقبته فيها من الفساد والمفاسد والمفسدين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب حكومة بأكملها.
المحليات التي ننتظر قانونها منذ سنوات هي اكبر عاهة مستديمة في جسم الحكومة سواء الحالية أو التي سبقتها.. أو أي حكومة قادمة ما لم تتغير هذه القوانين التي جعلت من رءوساء الأحياء والمراكز حرامية بأوراق رسمية.. وحجتهم ان يدهم مغلولة الي اعناقهم ولا يملكون حرية اتخاذ القرار إلا بالرجوع الي الحكومة المركزية لكي توافق أو ترفض.
الدكتور هشام عنده ملف بحجم الهرم الأكبر عنوانه "مشروعك" الذي أطلقه الوزير عادل لبيب لفتح أبواب الرزق وتشجيع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.. والقضاء علي ثقافة انتظار الوظيفة الميري أو الموت دونها وقد تكاتفت البنوك وتم افتتاح المكاتب في الوحدات المحلية في أرجاء الجمهورية.. واستفاد الآلاف من تمويله.. وأغلب هؤلاء من أصحاب الورش والخبرات الذين اردوا تطوير مشاريعهم وظلت مسألة جذب الشباب هي المعضلة.. لان ثقافة العمل الحر تحتاج استراتيجية اعلامية ثم أن تعدد وتناثر عمليات تمويل المشروعات بين وزارة التضامن وبنك ناصر.. وبعض المؤسسات الأخري.. حالت دون تحويل "مشروعك" الذي هو قومي علي الورق إلي قومي علي أرض الواقع.. وأهل الاقتصاد يعرفون ان المشروعات الصغيرة ساهمت في نهضة ماليزيا وسنغافورة والصين وغيرها.. لانها تحول الطاقات المعطلة في البيوت من عالة علي الدولة.. الي قوة منتجة وفعالة.. وعندما جاء احمد زكي بدر بعد لبيب.. تراجع الاهتمام بمشروعك بعد أن أصبح له موقعه.. وتوفرت دراسات الجدوي المجانية وقد ساهمت جامعة القاهرة بعدد وفير منها مشكورة.. وتواجدت غرفة عمليات للاجابة الفورية عن الاسئلة وحل المشاكل التي تواجه صاحب المشروع.. الذي يوفر المال والترخيص وحاول ان ينسف روتين المحليات وربما لهذا السبب حاربته مافيا الرشاوي ووقف الحال وما اكثرهم هنا وهناك.
وكم من مرة سألت نفسي عن هذه الوزارة بمسئولياتها.. المتشعبة هل هدفها الأول مراقبة المحافظات وخططها!.. او وضع مشاريع التنمية والتنسيق بين الوزارات المختلفة حيث تتشابك الأوراق بين التعليم والصحة والكهرباء والثقافة والتضامن وغيرها وماذا عن هيئة تنمية الصعيد التي اطلقها الرئيس السيسي من مؤتمر الشباب الأخير في أسوان؟
يا دكتور هشام خذ أوراقك وارقامك ومعلوماتك وانزل بها الي الشارع علي الطبيعة.. ولو انك هيأت الملعب لانتخابات المحليات لكان ذلك كافيا.. ولو انك اعدت الحياة الي "مشروعك" وجعلته محل اهتمامك لكان هذا مرضيا جدا منك وكتر ألف خيرك.. لكن أن يكون الشغل مجرد ورق رايح جاي وخطط مكتوبة واحلام في الدماغ فقط.. فهذه سياسة انتهت صلاحيتها.. لأن مصر نفسها قد تغيرت!!