المساء
إيهاب شعبان
ميسي.. النجم الذي خطف عقول المصريين
حظيت زيارة أسطورة الكرة العالمية ليونيل ميسي إلي مصر بردود أفعال شديدة التناقض. أصابتني شخصياً بالدهشة والتعجب. خصوصاً تلك التي نظرت الي مردود الزيارة بسلبية مفرطة. فالبعض رأي أنها لم تأت بفائدة لمصر. والبعض الآخر وجدها سفهاً وتبذيراً. وآخرون وجدوها مبالغ فيها ولا تستحق أي ضجة. ويوجد من ندد بعنف تنظيم الرحلة عموماً والحفل خصوصاً. بل وجدنا من يشجب تكريم ميسي ويقول ان أبوتريكة كان الأجدر بالتكريم في مقارنة تبدو سخيفة للغاية. وليس هذا بحسب فقد انقلب الحال الي مشجع مؤيد لميسي وآخر محب لغريمه كريستيانو رونالدو.
وأكثر من ذلك وجدت من يعطي دروساً في كيفية استقبال النجوم. وانه كان من الأفضل ان يأتي ميسي الثلاثاء وليس الاثنين ليشهد حفل تعامد أشعة الشمس علي وجه رمسيس!! وكأن ميسي متفرغ وعاطل عن اللعب يمكن استقدامه في أي وقت. وآخر كان يري ان وزارتي السياحة والرياضة أغفلا أموراً تنظيمية كثيرة رغم انهما لا علاقة لهما بالزيارة أصلا. وهناك من أبدي حسرته بأن ميسي لم يتحدث في الحفل وخرج منه قبل موعده بنصف ساعة بل أكثر من كل هذا. أحدهم خرج ليقول ان الدواء المصري لعلاج فيروس سي مجرد خدعة.
وبالتأكيد كل هذه الأقاويل عبارة عن وجهات نظر لا علاقة لها بأرض الواقع وأمنيات وتوجهات شخصية. وكلام لا مؤاخذة لا يودي ولا يجيب. لأن الواقع يقول ببساطة ان ميسي جاء الي مصر بدعوة من شركة أدوية منتجة لدواء لعلاجة الفيروس سي. وأنه جاء باعتباره صاحب مؤسسة ميسي الخيرية التي تختار أحداثاً تشارك فيها بالمجان. وبالتالي لا يجب ينظر للزيارة علي أنها رياضية من الدرجة الأولي. بل فيها جانب إنساني كبير. هو ما يستحق عليه ميسي الشكر.
لست هنا للدفاع عن اللجنة المنظمة فلم أحظ بشرف حضور الحفل. ولكن تابعت الزيارة لحظة بلحظة لأن حضور أفضل لاعب كرة في العالم خمس مرات الي مصر أمر يستحق الاهتمام. واتيحت لي الفرصة لقراءة كل ما كتب وتردد عن هذه الزيارة التي نقلتها 25 قناة فضائية. وحظيت باهتمام كل وكالات الأنباء العالمية والصحف الأوروبية. خصوصاً الاسبانية والانجليزية والأرجنتينية فضلاً عن كل صحف الخليج العربي. وهذا يعني دعاية طيبة لمصر خصوصاً انها مرت دون ان يعكر صفوها شئ. وفي يقيني أن هذه الزيارة الناجحة ستفتح الآفاق أمام الشركات العملاقة في مصر لاستقدام العديد من نجوم العالم. طالما انه لدينا القدرة علي الاستضافة الجيدة.
وبمناسبة الساخرين من حرص كبار الشخصيات والمدعوين علي التصوير مع ميسي بعد انتهاء الحفل. دعونا نقل لكم ان الأمر يبدو طبيعياً في بلد غير معتاد علي استضافة نجوم العالم. علي عكس مدن عربية أخري مثل دبي التي يعيش فيها مجموعة من مشاهير العالم منها مثلا النجم الأسطوري مارادونا الذي يسير وحده في شوارع دبي بدون مضايقة. وكذلك الدوحة التي تستضيف ما يقرب من خمسين بطولة عالمية وقارية للمصنفين الأوائل في كل اللعبات. والأمر في نهايته عبارة عن ثقافة وسلوك. وعندما نعتاد في مصر علي شئ فلن نفعله. ولذلك عندما يكون أحدهم بالقرب من ميسي أو غيره من المشاهير فمن الطبيعي ان يطلب التصوير معه. والمطلوب فقط ان تكون هناك مساحة أكبر من الذوق والشياكة عند طلب التصوير.
والشئ الذي يستحق الانتقاد فعلا هو أن عدد المدعوين لحضور حفل ميسي كان مبالغاً فيه. فالقاعة كانت ضيقة بالقياس للعدد المدعو. وكذلك الفقرة الفنية كانت دون المستوي.
ولكن أجمل ما في الزيارة ما صرح به ميسي في حديثه التليفزيوني بأنه "منبهر من عظمة الفراعنة. وسعيد بلمس أحجار هرم خوفو" وهو ما نقلته صحف العالم عنه. أليست هذه العبارة دعاية رائعة لمصر وللمصريين؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف