المصريون
أيمن كامل
حوار مع صديقي الشيعي (1)
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال ولكني فكرت في شخص واحد فقط ربما أفاده هذا المقال - وإليه أكتب - أما الباقين فأنا متصدق بعرضي عليهم .. كنت أراسل مهندس عراقي مهاجر إلى أمريكا وبحكم أنه يتبع المذهب الإمامي الإثنى عشري وأنا سني المذهب فقد تطرقنا في كل رسائلنا للتناظر حول المذهبين . وكم أنا نادم الآن على ذلك أشد الندم ففلم يحمل لنا هذا التناطح سوى الجفاء وإكتشفت أن المشكلة أكبر بكثير مما كنت أتخيل فقدوتي ومثلي العليا في الدين هم بالنسبة له منافقين – على أقل تقدير – أو مرتدين وهي عين عقيدة المذهب الاثنى عشري وأننا لا نكاد نتفق لا في أصول الإيمان ولا في في العقائد فضلاً عن العبادات وخاصة الصوم وكلما زادت مناقشتنا كلما إتسعت الهوه بيننا بحكم ما نكتشفه من عمق الخلاف بعيداً عن المجاملات ولا أنكر أنني إكتشفت أن التشيع في حد ذاته كما هو التسنن ليس طيفاً واحداً كما هو الحال عندنا في المذاهب السنية ولكن تكمن المشكلة في المذهب الاثني عشري على وجه الخصوص في ثلاثة قضايا وهي : لعن الصحابة ومتعة النساء والخُمس ومن المستحيل حلهم لأن لعن الصحابة عندهم أساسه هو الإعتقاد بسلب الصحابة لحق الإمامة وهو أصل المذهب . والتمتع بالنساء – بمعنى الزواج لمدة معينة – هو وقود للطائفة من العوام فالمذهب يتيح لك أن تتزوج مما شئت لمده معينة بدون شهود أو عقد مما يكسر عند المتشيع عقدة الذنب في ممارسة الجنس خارج نطاق الأسرة . والثالثة وهو الخُمس وهو الرافد المادي للنظرية إذ يحق للمعمم وهو الشيخ المنسب لآل البيت يحق له خمس مال الشيعي سنوياً وهو ما يمثل مصدر كبير من المال بأيدي شيوخ الطائفة . وبهذة العقد الثلاثة ينعقد المذهب خلافاً للمذهب الشيعي الزيدي مما جعل إنتشار المذهي الإثنى عشري على المستوى المادي والعسكري والشعبي أسرع وأقوى .. ثم إنفتحت القنوات الفضائية على عشرات القنوات الشيعية والسنية المحرضة من كلا الطرفين وإنفتحت الأرض على مسلحين متطرفين من كلا الجانبين يروجون لمعركة المئة عام بين السنة والشيعة وتعقد المشهد بظهور المحور الشيعي والهلال السني وأصبح الحوار الذي كنا نتبادلة أنا وصديقي الشيعي ونحتكم فيه للكتب أصبح يُحتكم فيه إما للعن على الفضائيات أو يُحتكم للسلاح . ومن هنا أبدأ إذا كنت أنا وصديقي الشيعي إكتشفنا أن الخلاف الفقهي بيننا ليس له حل وسألته أن يدعو لي بظهر الغيب و أنا مازلت أدعوا له وأحبه وقلت له لو حبي لمحمد وآل بيته سيئول بي أن أسب صحابته وأزني باسم المتعه وأعطي خُمس مالي للمعمم فأنا الأن أفضل وليس هذا ذماً في مذهبه وإنما إتساقاً مع النفس وإقراراً للواقع . وأقول للجميع لا أهل السنة سينتهون ولا الشيعة ستنقرض كل ما سيحدث أن بعض المسلمين أو- قل بعض البشر- من كلا الطرفين سيفقد حياته أو يفقد أطرافة أو يفقد أسرته أو عمله أوماله . وإن كان ملف التقارب مع الشيعة مغلق .. فلنفتح ملف التعايش والاحترام فهو أولي وأهم . وأبسط مثال لهذا أن العراقي السني والعراقي الشيعي ربما كانوا أعداءاً في العراق وعندما حل الخراب وهاجروا لأمريكا كانوا أصدقاء تحت لافتة الجالية العراقية بأمريكا !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف