الأخبار
محمود صلاح
دموع الكلام
منذ سنوات- كنت أغادر في قلب الصقيع مستشفي صغيرا في وسط لندن عاصمة الضباب.. كانت الأمطار الغزيرة تغسل الشوارع.. وكنت أنكمش داخل حزمة من الملابس الثقيلة، فقد حذرني الاطباء قبل مغادرتي المستشفي من أن أصاب بالبرد، بعد أن قاموا بتغيير أربعة شرايين في قلبي المتعب!
إنني لن أنسي ابدا تلك الأيام
كنت بدهشة حقيقية أشعر أنني ولدت من جديد.. اذا كيف يمكن أن يجري مشرط الجراح في صدري، ثم يقوم بنشر العظام.، ثم يمسك قلبي الصغير بيديه، ويقوم بتغيير شرايينه.. كل ذلك وأنا اعيش خلال ساعات الجراحة علي الاجهزة، يعيد وضع قلبي في مكانه، ثم يخيط صدري من جديد.. ثم أعيش؟! سبحان الله القادر علي كل شيء!
لكن من يومها وأنا لا استطيع التفكير سوي في.. قلبي!
لقد حذرني الطبيب من القلق، ومن التدخين. ومن الاجهاد.. ولقد التزمت بتعليماته شهورا قليلة لكن فجأة ودون مقدمات بدأت أرتكب كل »المحظورات»‬ التي حذرني الطبيب منها!
أصبحت أتنفس القلق مع كل نسمة هواء تدخل صدري. وألتهم دخان السجائر - سرا- حتي أكاد اختنق. وألقي بنفسي في دوامة من الاجهاد والتعب المستمر، حتي لا تستطيع قدماي تحمل وزن جسدي انني لا أريد الانتحار.
لكن ماذا أفعل؟ وكيف استطيع ان أتخيل انني أعيش وحدي في جزيرة غير مأهولة بالبشر.
نعم لا أريد الانتحار
لكني أنسان - أشعر- وأحس- وأتألم- وأفعل- وأحلم- وأفرح- وأبكي
فلماذا لا أعيش؟
ولماذا لا أموت؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف