لويس جرجس
نجوم هوليوود ودرس ريد جريف
فانيسيا ريد جريف ممثلة بريطانية موهوبة وناشطة سياسية يسارية مناصرة لحرية الشعوب المقموعة وحقها المشروع في الحرية والعدالة والمساواة. وقفت بقوة في وجه تجارة السلاح النووي وضد العدوان الأمريكي علي فيتنام. ثم علي العراق في 2003 أكدت في أكثر من مناسبة أن أخطر ما يواجهه العالم حالياً هو أن أصحاب المصالح العظمي علي الساحة الدولية تمكنوا من حشر الناس في سجن السياحة وتجاذباتها الرخيصة. بينما تشكو المجتمعات وتحديداً الفقيرة والمستضعفة من التدمير المنهجي لحقوق الإنسان.
الأهم في مواقف ريد جريف السياسية بالنسبة لنا نحن العرب هو مواقفها الشجاعة في وجه إسرائيل والصهيونية العالمية وفي مناصرة القضية الفلسطينية ودعوتها الدائمة لحق الفلسطينيين المشروع في وطنهم القومي. والأكثر أهمية هو ما تعرضت له من مضايقات الصهيونية عقاباً لها علي هذه المواقف. حيث نظموا مظاهرة ضد حصولها علي جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم جوليا. وضد حضورها حفل توزيع الجوائز بعد مشاركتها في فيلم وثائقي يتناول القضية الفلسطينية عام 1977.
المهم هنا هو أنه مقابل هذا التأييد الشجاع لقضايانا. فإننا نحن العرب لم نتمكن من استغلال هذه المواقف لصاحلنا علي المستوي العالمي. وتركنا فانيسيا تحارب إسرائيل والصهيونية العالمية بالنيابة عنا. وتدفع ثمن مواقفها وحيدة. بل والأسوأ أننا اتجهنا نحو تطبيع لا معني له مع "الدولة الصهيونية" التي تحاربها الممثلة الإنجليزية نيابة عنا.
تذكرت هذه السيدة الشجاعة. كما تذكرت الموقف العربي اللامبالي تجاهها ــ وتركها وحيدة في تلك المعركة التي تخصنا في الأساس ــ وأنا أقرأ تقريراً لفضائية "فرانس 24" الفرنسية حول امتناع 26 من كبار فناني هوليوود عن تلبية دعوات وجهت لهم لزيارة إسرائيل في رحلات سياحية مجانية وفاخرة. من بينهم مات ديمون وليوناردو دي كابريو. وجميع المرشحين لجائزة أفضل ممثل في الأوسكار العام الماضي. وهي الرحلات التي تهدف إسرائيل من ورائها إلي "استغلال مشاهير الفن العالمي لضمان تغطية إعلامية إيجابية من أجل التقليل من أثر ما تقوم به من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة" حسب ما أوردته الفضائية الفرنسية.
تساءلت. هل نغتنم الفرصة ونعزز نحن مواقف هؤلاء المعادين للدولة الصهيونية. وننظم لهم رحلات مجانية إلي مصر تعبيراً منا عن الامتنان لهم علي موقفهم السياسي الإيجابي تجاه قضيتنا الأساسية. وهي الرحلات التي يكون لها إلي جانب الهدف السياسي مردود سياحي مضمون أيضاً؟ أم نتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم في وجه الصهيونية العالمية. ونزيد نحن من علاقاتنا الإيجابية مع الدولة التي تمثلها في منطقتنا. كما تركنا فانيسيا ريد جريف من قبل تقاتل وحدها ونكتفي نحن بالفرجة وكأن الأمر لا يعنينا. إلي متي نترك الفرص التي تأتي إلينا جاهزة دون أن نستغلها حتي من باب توجيه الشكر لمن يقفون في صفنا؟.
لقطة:
التفكير الشيطاني لدي البعض ليس له حدود في الابتكار. حيث استغل البعض أزمة السكر وباع للمواطنين في بعض القري ملح الطعام علي أنه سكر. ثم اختفوا سريعاً قبل أن يكتشف المشترون الخدعة!.