الجمهورية
فريد إبراهيم
أبوهريرة المفتري عليه "3"
الاجتزاء للمعلومات أو للجمل المنقولة عن الآخرين منهج في التزوير يستخدمه محترفو التلفيق والتشويه وهم يقنعون الناس بباطلهم أي أنهم لا يخترعون حدثاً أو كلاماً يدعونه علي من أرادوا الإساءة إليه وتشويهه لأن اختراع حدث قد يسهل نفيه وإثبات كذبه وإنما يأتون إلي حقيقة معروفة فيجتزئون منها أو يضيفوا إلي الصواب زيفاً ينحرف به عن هدفه فيشيعوه ليبدو الأمر علي غير الحقيقة. رغم أن ما يتم تناوله والاحتجاج به حقيقة معروفة يسير خلفها الجماهير فالغالبية لا تعود إلي قواعد التبين وشروط الشهادة والنقل من تمحيص وتدقيق أمرنا الله بها في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" وقوله صلي الله عليه وسلم "إذا رأيت مثل الشمس فاشهد".
هذا المنهج في الخداع أشهر ما يمثله في فكرنا الإسلامي قوله تعالي: "ولا تقربوا الصلاة" من دون أن يكمل صاحب الهدف بقية الآية التي تقيد هذا الأمر وهو قوله تعالي: "وأنتم سكاري" وكذلك قوله تعالي "فويل للمصلين" فلو وقفنا علي هذه الجزئية لصار الأمر علي عكس المقصود الذي يوضحه قوله تعالي: "الذين هم عن صلاتهم ساهون" إلي بقية الأوصاف التي تحدد المقصود بهذا العذاب في قوله تعالي: "ولا تقربوا الصلاة" نص قرآني ثابت وكذلك ويل للمصلين وبالتالي فالانطلاق إلي الهدف الشيطاني أسهل.
هذا المنهج لايزال يؤتي أكله ويحقق أهدافه ويستخدم علي أوسع نطاق بل ظهر من التكنولوجيا ما يعين علي ذلك من خلال قص الكلام من تسجيلات متعددة أو من نص واحد وإعادة ترتيبه فيبدو كلام القائل مختلف تماماً حسبما يريد الملفق.
لذا فإن محاربي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم من خلال التشكيك في الرواه وعلي رأسهم سيدنا أبوهريرة رضوان الله عليه يركزون علي أنه روي 6000 حديث "الحقيقة 53744 حديث" لكنهم لا يذكرون المكرر في هذه الأحاديث أي الروايات التي ذكرت جزءاً من الحديث والروايات التي ذكرت الحديث كاملاً ولا يذكرون أن ما انفرد به أبوهريرة أقل من عشرة أحاديث كما جاء في ملتقي أهل الحديث لا يذكرون أنه كان منقطعاً للعلم يلازم رسول الله طوال يومه كما يسوقون قصة ولايته للبحرين ومحاسبة سيدنا عمر له بعد عودته منها حول ما كسب مصورين الأمر علي أنه استغل وظيفته في ما يعني خيانة للأمانة الأمر الذي اضطر عمر لمحاسبته وليس لأنه منهج سيدنا عمر في التعامل مع ولاته مهما كان أمرهم وهو منهج يشبه في عصرنا ما يسمي إقرار الذمة المالية لكن كارهي السنة يخفون أن أبا هريرة قدم ما يثبت أحقيته بالمال الذي عاد به ويخفون أنه رفض طلب سيدنا عمر رضي الله عنه العودة إلي عمله وإلي أعلي البحرين وهو ما يؤكد ثقة الخليفة بنزاهته كما يذكرون في هجومهم الجزء الأول من حوار السيدة عائشة معه ساءلة له عن روايته لأحاديث لم تسمعها وهي قد سمعت ما سمع لكنهم لا يذكرون رد أبي هريرة لأن القضية لديهم التشويه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف