علاء عريبى
رؤى .. شعارات الصحفيين الحنجورية
فى ظنى أن أسوأ نقابة فى تقديم خدمات للأعضاء هى نقابة الصحفيين، ليس لأن الزملاء فى مجلس الإدارة فاشلون أو عاجزون عن تقديم الخدمات مثل نظرائهم فى النقابات الأخرى، بل لأنهم لا يريدون تقديم خدمات للأعضاء، فقد جاء معظمهم إلى المجلس لكى تفتح له السبابيب ويتولى المناصب فى مؤسسته أو فى غيرها من المؤسسات والفضائيات، وإذا قدموا بعض الخدمات فعلى مضض وتأفف لكى يبقوا فى مجالسهم، لذا فشلت جميع المشروعات التى أتوا بها، مشروع العلاج، صندوق التكافل، صندوق المعاشات، أرض بالوظة، وأرض السويس، وغيرها من المشروعات التى لم تكتمل ولن تكتمل، وآخرها مشروع مدينة سكنية للصحفيين تليق بهم وبأسرهم، فالشعارات والانقسامات والاتهامات أهم ما يميز أداء الصحفى خلال العمل العام، لأنه يخلط بين الخدمة العامة وعمله كصحفي، بين رأيه فى توفير خدمات وتقديمها، ورأيه فى الحياة والكون على خلفية أنه كاتب ومفكر ومبدع وفنان.
عندما ولدت فكرة إنشاء ناد للصحفيين وأسرهم على ضفاف نهر النيل، قامت الدنيا ولم تقعد، ورفع اليساريون والناصريون شعارات الحرب، والسلام، والانقسام، والخيانة وبيع النقابة، والعمالة، وتفتيت وحدة الصحفيين، وضاعت الأرض وكانت على ما أذكر فى المنيل أو فى أحد الأحياء الراقية، بعد فترة أخرى خصصت القطعة التى تقع فى شارع البحر الأعظم، ورفعوا نفس الشعارات وكادوا يفشلون المشروع، لكننا تكاتفنا مع الكاتب إبراهيم حجازى ووقعنا على عضوية، ونجح «حجازى» متعه الله بالصحة فى بناء النادى، وعندما تم التفكير فى إنشاء مبنى جديد يليق بالصحفيين، أذكر أن المجلس تلقى عروضاً بالمساهمة من بعض رجال الأعمال، وأذكر أن نفس العروض جاءت فى مشروعات أخرى، الحاسب الآلى أو مدينة سكنية لا أذكر على وجه التحديد، ووقف بعض اليساريين والحنجورية يهتفون وينددون ببيع النقابة لبعض رجال الأعمال، وسيطرة بعض رجال الأعمال بأموالهم على الصحفيين وعلى القرار النقابي، وتداولت فى المعركة مفردات الرشاوى، والمرتشين، وعملاء، وخدام رجال الأعمال، وبعد كل واقعة تتوقف المشروعات أو تبدأ مجهضة وتنتهى بالفشل مثل غيرها، وتمر السنوات ويرحل المجلس ويأتى غيره ويتكرر نفس السيناريو، وتأتى أجيال وتخرج أجيال والأداء كما هو زفت، النقابات الأخرى قدمت: النوادي، والشقق، والمدن، والسلع المعمرة، والسيارات، ومشاريع العلاج المحترمة، والمعاش المرتفع، وصندوق الطوارئ، وصندوق نهاية الخدمة، وغيرها من الخدمات الفعلية التى حسنت من مستوى أعضائها، ونحن ضاع عمرنا فى رفع شعارات خايبة وتافهة رفعها بعض الحنجورية بهدف السيطرة على النقابة وعلى القرار الصحفى.
ما الذى يضير الصحفيين عندما يتبرع بعض رجال الأعمال لمشروعات النقابة؟، ما الذى سيحدث عندما يتقدم أحدهم ببناء المدينة السكنية مقابل سعر التكلفة؟، ما الذى سيقسم النقابة عندما يقوم أحدهم بالتبرع لصندوق المعاشات أو مشروع العلاج أو يقوم أحدهم بالإنفاق على دورة تدريبية أو شراء أجهزة كمبيوتر؟، رجال الأعمال كونوا ثرواتهم من أموالنا المودعة فى البنوك، والصحفيون هم الذين ساندوهم وساعدوهم وقدموهم إلى المجتمع وصنعوا منهم شخصيات عامة، كما فعلوا مع الساسة، لماذا لا نستغل هؤلاء بأموالهم فى خدمة النقابة ومهنة الصحافة بشكل عام؟، ما الذى سيضيرنا لو رد هؤلاء بعض ما قدمناه لهم؟، ما الذى سيفتت العمل النقابى أو وحدة الصحفيين فى هذا؟، الله أعلم.