المصريون
رضا محمد طه
يبغونها عِوَجاً
ما أقصده هو المعلومات تأتينا من خلال برامج بالفضائيات أو بعض المسئولين، قد تكون صادقة وصادمة في نفس الوقت وذلك نادراً ما يحدث، لكن البعض لا يصدقونها ويريدونها مِعوَجة، وقد تكون منافية للمنطق والواقع، لكن البعض يصدقونها، بل يدافعون-جهلاً-عن حقيقتها ومصداقية من يقولها، مثلاً ما تردد في بداية فترة تعويم الجنيه علي لسان السيد محافظ البنك المركزي من أن الدولار سوف يصل إلي أربعة جنيهات، وقتها صرح بعض العقلاء والذين لديهم خبرات بالإقتصاد والمال سواء من الاكاديميين أو غيرهم بإستحالة ذلك طالما الوضع "محلك سر" ولن يحدث إلا إذا تحسن وزاد الإنتاج والتصنيع والتصدير وكذلك إنتعاش السياحة، وعوداً للذين يصدقون الكلام دونما إعمال للعقل أو التفكير، فإن بعضهم كان يشكك في كلام اهل الخبرة، بل وصل الأمر إلي التشكيك في وطنيتهم وإتهامهم بالمتآمرين الهدامين!!!. المفارقة أن السيد محافظ البنك المركزي قد قال أمس كما ذكرت جريدة الوطن اليوم 25/2 خلال برنامج علي إحدي الفضائيات عن تصريحه السابق بأن الدولار سينخفض إلي أربعة جنيهات أنها كانت نكتة للمصريين وإتفهمت بالخطأ!!!. في مجتمعاتنا عموماً، الناس تحب من يخدعهم أكثر من حبهم للآخر الذي يُخبرهم بالحقيقة، في مجال الطب مثلاً فإن البعض سواء من المرضي أو ذويهم يستثقلون دم أو بالأحري لا يقبلون الطبيب الواضح والصريح-في حدود معينة-في كلامه والذي يخبرهم بحقيقة الوضع وإمكانية العلاج في ظل الظروف، في المقابل فإنهم يرحبون، بل يفرحون بمن يخدعهم أو يستغلهم من بعض الاطباء الإنتهازيين، الذين يخبرونهم بما هو شر من الصمت ويصورن لهم الحالة وكأن الدنيا وردي والحالة بصحة جيدة وقد يعطيهم مسكنات نفسية في صورة أدوية لا تسمن ولا تغني من جوع، أولئك المخدوعين لا يفيقون إلا علي كوارث حقيقية تصيبهم جراء التساهل والإمنيات الكاذبة. في ذات السياق فإن بعض المدرسين الخصوصيين الإنتهازيين يستغلون قابلية البعض للخداع وتصديق الأوهام، حيث يقوم هؤلاء المدرسين بمنح أبنائهم الدرجات النهائية في الإختبارات الشهرية أو في الواجبات ومن ثم يخدعونهم في عدم الكشف عن المستوي المتدني في تحصيل الأبناء أو إهمالهم في واجباتهم المدرسية، فتكون الصورة أن أولياء الأمور يرحبون بهم ويغدقون عليهم من الهدايا والعطاءات، ولا يعرفون حقيقة مستوي أبنائهم إلا عند ظهور نتائج آخر العام خاصة في مرحلة الشهادات، فتكون النتيجة قاسية وصعبةعلي أؤلياء الأمور المخدوعين.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف