أخيرا.. تم اجراء تعديل وزاري، رغم مطالبة الكثيرين طويلا، بتغيير الحكومة. وأظن ان هذه خطوة طيبة علي الطريق السليم، لتحسين الأداء الحكومي، وتخفيف حالة الغضب المكتوم والاحتقان، خاصة بعد الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات الأساسية، واكتفاء الوزراء المسئولين بالتصريحات الاعلامية الفارغة، التي تتناقض مع الواقع المر وتثير السخرية. ولم يشمل التعديل الحقائب الوزارية، التي تمس حياة المواطن بشكل كبير فقط، مثل التعليم والتموين والزراعة والاستثمار والنقل، وانما امتد ليشمل عددا من المحافظين ايضا. وهو أمر محمود، طالبت به كثيرا من خلال هذه الزاوية. فليس لدينا رفاهية الوقت، حتي نصبر علي الفاشلين طويلا. كنت أتمني ان يشمل التعديل وزراء آخرين. لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله. ما أتمناه، ان يضع رئيس الحكومة، خطة واضحة بتوقيتات زمنية، مع كل وزير او محافظ، تحدد مراحل العمل، خلال المرحلة القادمة، ويتم محاسبة الوزير او المحافظ علي ما تم انجازه منها، كل ستة اشهر، ومن يتأكد قصوره في تنفيذ المتفق عليه يتم تغييره فورا. اما من يحقق الخطة الموضوعة، فيتم دعمه ووضع خطة جديدة لستة اشهر اخري، وهكذا، بما يضمن زيادة الترابط بين رئيس الحكومة، وفريق العمل المساعد له من الوزراء والمحافظين، والالمام بكل مشاكل الوطن. من يعمل ويبدع ويمتلك رؤية واضحة يسعي لتحقيقها علي أرض الواقع. أهلا به. أما من يشعر بالتيه في دهاليز وزارته او ديوان محافظته، ويكتفي فقط بتوقيع البوستة اليومية، والتمرغ في نعيم وجاهة المنصب والتنقل في موكب مميز، بدلا من تطوير أداء وزارته او محافظته وحل مشاكل المواطنين، فليُرح ويسترِحْ.