أقدر جدا الناس الذين يفكرون بطريقة إيجابية، ويحاولون دفع حركة الحياة إلي الأمام في مصرنا الحبيبة، رغم كل السلبيات، والأمور المحبطة المحيطة بنا. لذلك أسعدتني مبادرة أخبار اليوم لتحقيق الانضباط في الشارع المصري، بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والتعليم.
ذكرتني تلك المبادرة البناءة، باللواء أحمد رشدي وزير الداخلية الأسبق رحمه الله، الذي شن أول حملة انضباط حقيقية في الشارع المصري، وكان ينزل بنفسه ليتابع تطبيق القانون، وإرساء القواعد، وضبط سلوك البشر حتي لا يخرجوا عن آداب الطريق، ولا يخرقوا القواعد، أو يشوهوا المظهر الحضاري لمصر.
لذلك أحيي الكاتب القدير الأستاذ ياسر رزق علي تبني تلك المبادرة المهمة، فقد كانت أخبار اليوم دائما صاحبة دور اجتماعي، وطني، وقد زرع فينا الأخوان أمين رحمهما الله»مصطفي وعلي أمين» شغف الاشتباك مع مشاكل وهموم بسطاء مصر، تعلمنا في هذه المدرسة الصحفية العريقة أن نكون صوت الشعب، خاصة البسطاء الذين لا ظهر لهم ولا سند.
جعلتني مبادرة الكاتب ياسر رزق استدعي إحدي حكايات أخبار اليوم من الزمن الجميل، وقصة إنشاء المبني الدائري الشهير في شارع الصحافة. كان اسم هذا الشارع عندما اشتري الأخوان أمين الأرض ليبنيا عليها الدار»شارع وابور الجاز». ولأن مصطفي أمين كان رائدا وصانعا للتغيير في حياته كلها، فقد ذهب للمحافظ في ذلك الوقت وطلب منه تغيير اسم الشارع الذي لا يليق بمكانة صاحبة الجلالة، وأقترح أن يصبح »شارع الصحافة» وقامت أخبار اليوم بتنظيف الشارع وقتها، ورصفه، ووضع أعمدة نور بالتعاون مع حي بولاق، وهكذا تحول الشارع الشعبي، المعدوم الخدمات إلي شارع رئيسي يدخله كبار الشخصيات، والرؤساء، ليصبح منارة صحفية وشعلة مضيئة للفكر والفن والثقافة.
تمنياتي أن تشمل تلك المبادرة الإيجابية آليات المتابعة والتقييم، حتي تصبح الشرارة الأولي لإعادة الانضباط إلي الشارع المصري، ورفع المستوي الحضاري للسلوكيات بعد أن وصل إلي أدني نقطة. مصر في حاجة إلي إعادة الانضباط إلي كل مؤسساتها وأجهزتها. وفي حاجة أكبر إلي بناء الإنسان وتعليمه أساسيات السلوك المتحضر، والأخلاق. الإنسان ثم الإنسان، ثم الإنسان هو حجر الأساس في أي نهضة نحلم بها لمصرنا الغالية.