الأخبار
جلال دويدار
إيجابيات ومحاذير لقاء السيسي وترامب
في اطار الدور الذي يضطلع به منتدي أخبار اليوم للسياسات العامة مساهمة في ايجاد حلول لمشاكلنا وقضايانا تم تخصيص اجتماع الاسبوع الماضي لمجلس الامناء لاستعراض ومناقشة قضية في غاية الاهمية تتعلق بأمن مصر القومي في المرحلة القادمة. تناول هذا الاجتماع ما يتم تداوله بشأن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للعاصمة الامريكية. كما هو معلن فإن هدف الزيارة الالتقاء بالرئيس الامريكي دونالد ترامب لاول مرة منذ توليه سلطاته الرئاسية لإجراء مباحثات الخيط الرفيع. وكان للرئيس السيسي لقاء سابق مع ترامب ابان الحملة الانتخابية علي هامش مشاركته في اجتماعات الامم المتحدة
تتضمن اجندة هذا اللقاء العديد من القضايا ذات الاهمية الفائقة والتي تعد شائكة للغاية. حساسية وخطورة ما سوف تتناوله المباحثات تتطلب ان يكون هناك اعداد جيد ودقيق لمواقفنا ووجهة نظرنا بالصورة التي تخدم مصالحنا بالاقتناع. انها تستهدف في نفس الوقت الدفع بعلاقاتنا بالولايات المتحدة الي آفاق جديدة من التعاون الذي يخدم المصالح المشتركة للبلدين بشكل خاص والمصالح القومية العربية بشكل عام.
حول هذا الشأن ولإلقاء الضوء علي الجوانب المهمة للقاء الرئيس السيسي وترامب قدم السفير ياسر النجار ورقة برؤيته وتوقعاته فيما يتعلق بأوضاع السياسة الامريكية في رؤي الرئاسة الامريكية الجديدة وانعكاساتها علي مسيرة العلاقات المصرية الامريكية. اشار الي أن العلاقة الشخصية التي تربط الرئيس المصري والامريكي لا تكفي لتحقيق الهدف تجاه المأمول من تطوير هذه العلاقات الودية. يعود ذلك الي تشابك وقوة دور المؤسسات الامريكية المختلفة في رسم السياسات الامريكية.
علي ضوء فكر وتوجهات ترامب والطاقم الذي يعمل معه والذي يفتقد افراده للخبرة والمتابعة باستثناء من كانوا يشغلون مناصب عسكرية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات العسكرية بين البلدين. ينتهي رأي السفير النجار الي انه وفقا لما تم ابداؤه من جانب ترامب خلال الحملة الانتخابية وما يراه مستشاروه الجدد فإن السياسة العامة للادارة الجديدة داخليا وخارجيا سوف تقوم علي اساس مفاهيم المكسب والخسارة بهدف خدمة المصالح الأمريكية المباشرة. تجسد هذا الاتجاه في الموقف من اتفاقية التجارة مع دول الباسفيك وحلف الاطلنطي الناتو وكل حلفاء امريكا خاصة الدول الخليجية التي تم مطالبتها بتحمل تكلفة متطلبات التأمين والدفاع التي كانت تضطلع بالجانب الاكبر منها الموازنة الامريكية. انه يستند هذا الرأي الي الموازنة مع دعوة دول الخليج له باتخاذ موقف حاسم من النظام الايراني.
الطريق لن يكون سهلا للرئيس ترامب مثلما كان الوضع بالنسبة لرؤساء امريكا السابقين. هذه الحقيقة ترجع لما بدأ يثار علي الساحة الامريكية من خلافات وصدامات بينه وبين مؤسسات امريكية رئيسية في التخطيط ورسم السياسات الامريكية. من هذه المؤسسات علي سبيل المثال المخابرات الامريكية بجميع فروعها وكذلك القضاء الامريكي الذي اصدر احكاما لابد من تنفيذها ضد واحد من قراراته الرئيسية وهي وضع القيود امام المهاجرين والزائرين بشكل عام ورعايا سبع دول ذات أغلبية مسلمة بشكل خاص.
من ناحية اخري فان توجهاته تلقي معارضة مع أغلبية دبلوماسي الخارجية الامريكية. يضاف الي ذلك ايضا المهاجرون الذين اكتسبوا الجنسية الامريكية منذ سنوات واصبحوا مواطنين امريكيين. انهم يؤكدون كل يوم معارضتهم لعنصرية ترامب الموجهة ضدهم. يأتي فوق كل هؤلاء العداء المتبادل بينه وبين الاعلام الامريكي والذي بدأ خلال المعركة الانتخابية ومتواصل حتي الآن.. هذا الذي يحدث وتزخر به الساحة الامريكية حاليا ومؤهل للتصاعد- اذا لم تحدث معجزة- ادي الي اثارة الاقاويل والتوقعات بامكانية الا يكمل ترامب فترة رئاسته.
وللحديث بقية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف