الجمهورية
حسن الرشيدى
كلام محظور - ارحموا مصر للطيران.. يا كباتن!
اصابني الوجع والحزن العميق.. لتقدم 224 طيارا مصريا باستقالاتهم من الشركة الوطنية مصر للطيران اعتراضا علي عدم استجابة الادارة لمطالبهم برفع مرتباتهم 50 في المائة رغم ان بعض طياري الشركة يصل دخلهم الشهري لأكثر من 90 ألف جنيه وان مرتب اصغر طيار في مصر للطيران يوفر له الحياة الكريمة والرغدة.. بل الرفاهية.. موقف هؤلاء يؤكد افتقادهم للاحساس بالمسئولية ومراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر للطيران والدولة.. كيف يتخذ هؤلاء هذا الموقف وهم يعلمون خسائر مصر للطيران التي تجاوزت 10 مليارات جنيه؟!
كلنا نعلم المهمة الصعبة التي يقوم بها الطيار.. ونفخر بطياري مصر للطيران الاكفاء.. ولكن عمل الطيار هو حلقة ضمن حلقات تشغيل الطائرة.. التي تبدأ ببيع التذكرة وفحص الطائرة وصيانتها.. وتجهيزها فالطيار لا يستطيع ان يقلع بطائرته إذا كان تواليت الطائرة به عطل.. فعامل النظافة أيضا مهم ويمثل حلقة في حلقات التشغيل.. والكل له احترامه واحتياجاته.
من حق الطيار ان يتطلع لمرتب أفضل.. لتحسين احواله الاقتصادية والاجتماعية.. ولكن ينبغي عليه أيضا ان يراعي ظروف الآخرين والوطن.. وإذا كان الطيار يتلقي عروضا من شركات أخري فعليه ان يتذكر ان مصر للطيران هي التي أهلته حتي وصل لمستواه.. فهل يتخلي عنها في هذه الظروف التي ندركها جميعا؟ هل نسي هؤلاء كيف كانوا يتطلعون للعمل بمصر للطيران.. وبعضهم كان يبحث عن واسطة لوضع اقدامه في الشركة؟ لماذا ينسي بعض الطيارين فضل الشركة عليهم عندما يقوي عودهم وينعم الله عليهم بالخيرات والرزق الوفير ومتعة الحياة في أفخم الفنادق بالخارج؟!
الحمد لله ان غالبية طياري مصر للطيران أوفياء يعشقون شركتهم ويتسمون بالوطنية والاحساس بالمسئولية.. ولا نستطيع ان نشكك في وطنية المتقدمين باستقالاتهم.. ولكن نلوم موقفهم المتعجل وطموحهم الجامح.. ونطالبهم بالتريث والانتظار لحين تحسن الأحوال المالية للشركة لتحسين أوضاع جميع العاملين بالشركة وليس الطيارين فحسب.
في الوقت الذي اعجبني فيه كلام وزير الطيران المدني الكابتن طيار حسام كمال ورئيس القابضة لمصر للطيران الكابتن سامح الحفني للتأكيد علي قبول الاستقالات بما لا يؤدي لعرقلة التشغيل.. وتحقيق طموح البعض للعمل بشركات أخري.. وأيضا كلام حسن شحاتة رئيس نقابة العاملين بالنقل الجوي الذي حذر من زيادة مرتبات الطيارين في الوقت الراهن لأن باقي العاملين بالشركة البالغ عددهم حوالي 33 ألفا يترقبون المشهد وسيطالبون بزيادة مماثلة حال الاستجابة لمطالب الطيارين وزيادة مرتباتهم... لم يعجبني كلام رئيس رابطة الطيارين الكابتن شريف المناوي عندما قال ان الطيار مسئول عن طائرة قيمتها مائة مليون دولار وأرواح الركاب.
اقول للكابتن شريف وكل الاحترام له.. هذه وظيفتك وعملك فسائق القطار الذي يتقاضي أقل من 5 في المائة مما يتقاضاه بعض الطيارين مسئول أيضا عن قطار بملايين الجنيهات وعدد أكبر من الأرواح.. ويبذل جهدا أكبر.
وإذا كانت المشكلة كما يقول رئيس رابطة الطيارين ان الطيارين الذين يتولون مناصب ادارية يحصلون علي مرتباتهم ومزايا أفضل من الطيارين رغم انهم يطيرون عدد ساعات أقل.. فإن الحل يكون بسيطا وهو منع الطيارين من تولي مناصب قيادية ادارية أو ادارة شركات وقطاعات لا علاقة لها بمهنة الطيار.. وهنا ستكون فرحة العاملين غامرة.
اصبروا يا كباتن.. ارحموا مصر.. وارحموا شركتكم الوطنية ولا تنسوا افضالها عليكم.. القناعة كنز لا يفني.. يا كباتن.. ويجب مراعاة احساس العاملين من زملائكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف