المصريون
جمال سلطان
رسالة من سيناء .. هكذا صنعت الدولة المشكلة
هذه رسالة وصلتني من قارئ كريم متابع من سكان شمال سيناء ، مهموم بما يجري هناك ، وقد أحببت أن أنشرها بنصها الكامل ، لما حملته من إضاءات لبعض جوانب المشكلة التي يعانيها الوطن والمواطن في تلك المنطقة العزيزة على قلوبنا ، والتي دفع فيها أشقاؤنا وأحبابنا ومئات الآلاف من أبناء الوطن دماءهم من أجل تحريرها وحمايتها ، كما تكشف الرسالة عن خطورة إدارة السلطة لمثل تلك الأزمات الحساسة بروح "الفهلوة" أو استعراض القوة والقدرة أو منطق الثأر والانتقام ، بدون حسابات دقيقة وواعية ، وكذلك التصريحات غير المسئولة في بعض الكتابات الصحفية والمنابر الإعلامية والتي تمثل جرائم حقيقية في حق الوطن ، وصبا لمزيد من البنزين على النيران المشتعلة ، تقول الرسالة : في البداية تحياتي إليك أ. جمال سلطان علي كل ما تقدمه من آراء ونقد بناء بخصوص العديد من القضايا المحلية والعربية وفى الحقيقة أنت خير مثال للصحفي الذي يمثل الضمير المصري الأصيل الغير متزلف لسلطة والغير منساق لفصيل بعينه والذي يُعلى المصلحة الوطنية عن الحسابات الشخصية والبنكية أيضا. وتعقيبا على ما جاء في مقالكم الرائع " تهجير أقباط العريش .. والدولة المستباحة" أود ان أذكر بعض النقاط بصفتي من قاطني شمال سيناء ومن أبنائها بداية المشكلة الحقيقة تعود لسنوات عديدة قبل ثورة يناير في عهد الرئيس حسنى مبارك عندما كانت المنطقة ج مأوى لكل الهاربين من أحكام قضائية جنائية من مختلف محافظات الجمهورية والتي شكلت النواة للكيانات الإرهابية. عندما بدأت الدولة حربها على الإرهاب في سيناء كان هناك العديد من الأخطاء التي فاقمت الأزمة منها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي : الانقسام المجتمعي والذي أشرت إليه في العديد من المقالات وهو بمثابة الورم الخبيث الذي يستشرى في جسد الأمة المصرية ويمثل بيئة خصبة للإرهاب والذي نسال الله عز وجل أن يشفي أُمتنا منه قبل فوات الأوان تبنى فكرة الرد السريع والانتقام للشهداء لتهدئة الرأي العام والذي خلف العديد من الضحايا المدنيين من أبناء الوطن وتم نعتهم بالإرهاب ولعل الأزمة الأخيرة والتي تدخل فيها نواب مجلس الشعب لتبديد حالة الاحتقان بين الأهالي خير شاهد على ذلك..والسؤال هنا ماذا ينتظر المجتمع من مواطن شريف وذويه بعد أن تم نعتهم بالإرهاب على كل الفضائيات والجرائد؟. أيضا التناول الإعلامي للأحداث في سيناء كان له تأثير سلبي على انجاز المهمة وغاب تماما عن التوجيه الصحيح لمتخذي القرار بل زاد الطين بله بتوجيه التهم واللوم علي أهالي سيناء وكأن كل من يقطن سيناء إرهابي . ولا يخفى على احد ما كان يطالب به الجهلاء من تهجير أبناء سيناء بحجة الحفاظ على الأمن القومي المصري مما أدى إلى انعدام ثقة غير مسبوق بين الأهالي في كل ما يبث. التعقيدات الأمنية الغير مسبوقة وتعميمها على الجميع بلا استثناء والتي استنزفت جهود رجال الأمن ساهمت في خلق فرص ملائمة للكيانات الإرهابية للانقضاض والقيام بعمليات خسيسة . نعم الإجراءات الأمنية مطلوبة ولكن ليس بكل هذا التعقيد والشك فى جميع المواطنين وكلنا يعلم أن لدينا جهاز أمنى" يعرف دبة النملة" كما في المثل الشعبي. فهل يعقل أن يكون السفر لدولة خارجية أيسر من السفر لإحدى محافظات الجمهورية؟ نعم هذا هو الحال بالنسبة لسيناء ولا استطيع أن اصف كم المتاعب وطول المدة التي يتحملها الأهالي في السفر ولك أن تتخيل أن يستغرق مواطن في أوقات كثيرة ما يقرب من 8 ساعات للوصول للإسماعيلية التى تبعد ساعة من مركز بئر العبد. أخيرا فإن المشكلة في سيناء ليست عصية على العقل المصري الذي خطط وخاض الصعاب وحرر الأرض ولكن بتعامل وفكر أمنى جديد وان نعلم أن التهجير لا يقضى على الإرهاب والتكفير ، ... تحياتي لك انتهت الرسالة التي وصلتني من المهندس / مصطفى سلمى ـ مركز بئر العبد ـ شمال سيناء

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف