قصة اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، فى 13 فبراير الحالى . بدت كما لو كانت جريمة خيالية لا علاقة لها بالواقع خصوصا بعد اعلان الشرطة الماليزية العثور على غاز أعصاب فتاك يستخدم فى الحرب الكيماوية، على وجه الضحية الذى اغتيل فى كوالالمبور بماليزيا.
هذا التصريح الخطير لو كان صدر من الشرطة فى أى دولة عربية لتقرر على الفور وقف جميع رحلات الطيران الى مطاراتها .
فكيف تصل المواد الكيماوية الفتاكة الى داخل المطار بل يتم استخدامها فى عملية تصفية جسدية دون الامساك بالجناة .
وما يثير الدهشة أن التصريح تضمن العثور على آثار غاز الأعصاب الذى يسمى «فى اكس»، والمدرج على لائحة الأمم المتحدة لأسلحة الدمار الشامل المحظورة عبر القيام بمسح وجه وعينى كيم جونغ نام، الذى تررد أنه تعرض لهجوم من امرأتين بمطار كوالالمبور.
وقالت الشرطة ان مركز تحليل الأسلحة الكيماوية فى ماليزيا تمكن من التعرف على المادة. الغاز الأكثر فتكاً فى الحروب الكيماوية ولأن القصة لها أكثر من تفسير قالت سلطات كوريا الشمالية ان ماليزيا تتحمل المسئولية عن وفاة أحد مواطنيها .
بعيدا عن هذا السؤال كيف تعترف ماليزيا بدخول مواد محظورة دوليا الى داخل مطارها الأشهر وهو الأمر الذى يشكك تماما فى الاجراءات الأمنية والسيطرة على عمليات تفتيش الركاب المترددين على المطار .
واللافت أن الواقعة لم تتعد الاتهام لكوريا الشمالية بأنها تقف وراء عملية التصفية ولم تتطرق أى جهة الى اجراءات التأمين المتبعة فى المطار ولا الى عملية الاختراق التى حدثت ولا الى الكيفية التى وصلت بها المواد السامة الى أيدى الراكبتين وكيف وصلت هذه السموم الخطيرة ؟.
بكل تأكيد التصفية الجسدية داخل المطار عملية صعبة جدا لكنها قد تحدث وهذا طبيعى لكن عدم ملاحقة الجناة هو الأمر المستغرب . وفى ظل الحصار الاعلامى الذى تفرضه السلطات فى كوريا الشمالية على كل شيء يخص كوريا الشمالية تبقى جميع الاحتمالات قائمة حتى تظهر الحقائق مدعومة بالوثائق والشهادات وهذه مهمة التاريخ غير القريب .