المصريون
أيمن كامل
العشرية السوداء ونهاية حركة الإخوان
لا أعرف من أين أبدأ فالكل يحمل فأسه لا ليحرث الأرض ولكن ليقطع رأساً .. العشرية السوداء هي مصطلح يطلق على الحرب الأهلية في الجزائر التي أعقبت فوز الإسلاميين بالانتخابات ثم إنقلاب الجيش وإتجهت الأمور نحو الأسوأ لتبدأ المذابح والتفجيرات لعشر سنوات تنتهي بمصالحة وطنية. وليس الأمر بهذه البساطة ففي جوف كل حرف مما ذكرت آلاف القصص وآلاف القتلى ومئات التهم .. وسيبقى التاريخ الجزائري يجتر لعشرات السنين قصة العشرية السوداء في دمعة كل طفل فقد والده وفي نبرة كل معاق فقد أطرافة وعند كل شاهد قبر كُتب عليه مات منفجراً .. يقولون " إن من لم يع ِ دروس التاريخ كُتب عليه أن يكرر مآسيه .." لماذا علينا أن نكرر مآسينا ؟ نعم أسمعك تقول أنك مظلوم ومضطهد وووو ..لذلك سنرجع لأصل القصة من البداية.. بدأت القصة بسقوط الخلافة العثمانية وتقسيم التركة على دول الإحتلال .. وبدأ تياران إصلاحيان هدفهما طرد المستعمر الأجنبي وتحرير الأرض وهما الحركة الوطنية والحركة الإسلامية .. بعد جلاء المستعمر كان المفروض أن تختفي التيارات الإسلامية لعدم وجود مسوغ لبقائها فقد تشكلت الدولة الوطنية ومعها تشكلت الكيانات الإسلامية الحكومية التي من المفترض أن تقوم بدور الدعوى والفتوى .. ولكن ماذا حدث ؟ شعرت الحركة الوطنية أن التيار الإسلامي- لا محالة- سيتطلع للسلطة فقامت بمحاربته بكل قوة ! .. وقامت الحركة الإسلامية بتشويه التيار الوطني ومعه المؤسسة الدينية الرسمية !.. والنتيجة هي العشرية السوداء في كل أقطار العالم الإسلامي ليكون الإحتكام للسلاح والبقاء للأقوى ونرجع للمربع صفر بعد آلاف القتلى والأرامل والأيتام والبطالة والديون وتحطيم اقتصاد البلاد .. إذن أمامنا ثلاث بدائل: الأول هو إبادة الحركة الإسلامية وهو أمر مستحيل وأثبت فشله لأن الأفكار لا تموت .. البديل الثاني : هو هدم الدولة الوطنية وإعادة بناء الدولة الدينية وهو النموذج الداعشي وهو لم يثبت نجاحه بعد . والبديل الثالث: هو أن نوفر على أوطاننا عشرية سوداء وعلى الجانب الأقوى أن يبدأ في المصالحة وعلى التيار الإسلامي بأحزابه الدينية وجماعاته الاعتراف بالدولة الوطنية وترك لواء الحركة الإسلامية لكيانات الدولة الوطنية . ملخص الأطروحة : التيار الوطني ممثل في الحكومة والجيش يبدأ في عرض المصالحة لأنه الطرف الأقوى . التيار الإسلامي الشعبي يُسلم أن بقاءه - بعد جلاء الاحتلال - كان خاطئاً ويحل كافة تنظيماته الدينية والسياسية ويسلم الراية للمؤسسة الدينية الرسمية المسئولة وهي الأزهر والإفتاء والأوقاف على أن تتحمل مسئولياتها الدينية بشكل مستقل . ويعود الإسلاميون لصفوف الشعب كمواطنين وليسوا كجماعة لهم كل الحقوق ليساعدوا في تشكيل لبنة الإقلاع الحضاري ليكون منهم العلماء والشعراء والفلاسفة والفنانون فأبحاث الدكتور بديع في الطب البيطري أظنها أفيد من طرحه السياسي. هذا المقال ربما يستفيد منه شخص واحد فقط - وله أكتب - أما الباقين فأنا متصدق بعرضي عليهم ..

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف