الأخبار
عبد القادر شهيب
خاص.. للمستشارة ميركل
المستشارة الألمانية ميركل أهلا بك في مصر، ونرجو أن تكلل زيارتك لبلادنا بالنجاح.. ويشجعني علي أن أتوجه بهذه الرسالة المفتوحة لك تلك التصريحات الأخيرة التي تحدثتي فيها عن حرص ألمانيا علي استقرار مصر وعلي أن تلعب دورها في استقرار المنطقة كلها.
فنحن في مصر نعول الكثير علي العلاقة مع ألمانيا، خاصة ونحن نحمل احتراما للشعب الألماني الذي يتمتع بالجدية ويتسم علمه بالإتقان.. لذلك يقتضينا الأمر أن نصارحكم بما نريده منكم حتي تنمو وتزدهر العلاقات المصرية الألمانية وأيضا حتي يترجم حرصكم علي استقرار مصر إلي مواقف وتصرفات تصب في صالح تحقيق هذا الهدف، وأيضا الهدف الآخر وهو هزيمة الإرهاب.
وما نريده منكم يتجاوز كثيرا تشجيع السياحة الألمانية بل و الاوروبية إلي بلادنا، وتشجيع الاستثمارات الألمانية و الاوروبية في بلادنا، ومزيد من التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين بلدينا.. نحن نريد منكم أمورا أخري من شأنها أن توثق علاقاتنا وأن تحول هذه العلاقات إلي علاقات استراتيجية تفيدنا معا وتخدم السلم والأمن الدوليين وتدرأ عن شعبينا خطر ارهاب هو الأكثر وحشية من كل إرهاب سبق أن هددنا من قبل.
نريد منكم أن تشاركوننا الاقتناع بأن الديمقراطية لا تصدر ولا تستورد، وإنما هي تصنع محليا، فهي نتاج وثمرة تطورات مجتمعية وتراكمات في شتي المجالات الاقتصادية و السياسية والثقافية.. وهذا يقتضي أن تقودوا مراجعة أوروبية وأمريكية لفكرة اسقاط الحكام والحكومات الديكتاتورية لتحقيق الديمقراطية لشعوبهم.. فهذه الفكرة أثبتت التجربة أنها كارثية وألحقت بمنطقتنا كوارث هائلة ماثلة الآن في سوريا و العراق وليبيا تذوقتم معنا في أوروبا مرارة طعمها حينما عانيتم من تدفق الهجرة غير الشرعية عليكم، وحينما اخترقت التنظيمات الإرهابية بلادكم وقامت بعمليات قتل ودهس وتفجير.
وبالتالي نريد منكم أيضا تعاونا جادا و شاملا و صادقا لمواجهة خطر هذا الإرهاب الذي يهددنا جميعا.. وهذا يقتضي منكم مراجعة أمر المواجهة الانتقائية للإرهاب.. فمن يريد أن يهزم الارهاب ويتخلص من شروره عليه أن يتصدي لمواجهة كل تنظيماته بما فيها تلك التنظيمات التي تنشر فكر الإرهاب، وعدم منح من يروجون لممارسة العنف ملاذا آمنا أو فرصة لممارسة نشاطه أو يغض البصر عن جمعه الأموال التي ينفق منها علي عمليات الإرهاب.
وفي هذا الصدد نحن نأمل منكم الا تدعموا أو تساندوا أو تساعدوا جماعة الإخوان التي نراها التنظيم الأم الذي أفرخ لنا كل التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم داعش، والتي لها تاريخ طويل منذ نشأتها عام ١٩٢٨ في ممارسة العنف والقتل والتفجير والحرق، ومارست هذا العنف علي نطاق واسع بعد أن انتفض الشعب المصري ليتخلص من حكمهم الفاشي والمستبد.. ولتعلموا أن تلك الجماعة لا تسعي فقط الآن لهز الاستقرار السياسي والمجتمعي في مصر ولا تكتفي فقط. بالاضرار باقتصادنا وإحباط محاولاتنا لعلاج مشاكلنا الاقتصادية، وإنما تتعاون مع التنظيمات الإرهابية الاخري، خاصة في سيناء.. وكل ذلك يؤثر بالسلب علي قدرتنا في انجاز عملية التحول الديمقراطي في بلادنا.
أما بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني التي تحرصين سيادة المستشارة علي نشاطها، فنحن نشاطرك ذات الرأي أيضا ولكننا نتحفظ فقط علي أن تمارس هذه المنظمات نشاطها بشكل قانوني، وألا تحصل علي أي تمويل أجنبي بشكل سري، وأن تخضع للمساءلة المجتمعية، مثلما يحدث في بلادكم.
وتحياتي وشكرا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف