الجمهورية
علاء معتمد
الاستثمار في مصر والمغرب .. والسياحة الروسية
كاد المهندس ناصر صابر رئيس المجموعة المصرية - الأمريكية وأحد أبرز وأنشط أبناء الجالية المصرية في نيويورك. أن يبكي وهو يروي قصة سفره إلي المغرب. ويحكي عما رآه من تسهيلات وتيسيرات من الحكومة والمسئولين المغاربة من أجل تشجيع وجذب المستثمرين من كل أنحاء العالم للاستثمار في المغرب. وكيف قدم له المسئولون عن الاستثمار هناك الأرض الزراعية والتراخيص ومنحة نسبتها 80% من قيمة المعدات والآلات اللازمة لاستزراع الأرض والشراكة مع الجمعيات المختلفة التي توفر البذور والتقاوي وما علي المستثمر إلا أن يأتي ويوفر عددا من فرص العمل للمغاربة.
زادت نبرة المهندس ناصر حزنا وألما. حين بدأ يقارن بين ما رآه في المغرب وما يعانيه في مصر منذ سنوات طويلة. حين قرر هو ومجموعة من المصريين المقيمين في الولايات المتحدة الاستجابة لدعوة الحكومة والاستثمار في مصر. فقام بضخ نحو 28 مليون دولار في مشروع زراعي بمدينة بني سويف لاستصلاح واستزراع 10 آلاف فدان. وحكي كيف عرضت عليه المحافظة شراء الأرض الصحراء الجرداء بسعر 50 جنيها للفدان فوافق وسدد المبلغ بالكامل. ولكن بعد سنوات من الكد والتعب وتوصيل المياه وتجهيز الأرض وزراعتها. طالبته المحافظة بسداد 60 ألف جنيه عن الفدان الواحد كي يتملكها فاشتكي إلي المسئولين حتي وصل الأمر إلي مجلس الوزراء وتم عرض الشكوي علي لجنة فض المنازعات بالمجلس التي أعادته بعد سنتين من العرض عليها إلي نقطة الصفر من جديد واحالته إلي المحافظة مرة أخري لتصبح هي الخصم والحكم.
ثم تساءل: كيف تدعو الحكومة وتلح في دعوتها للمصريين بالخارج كي يستثمروا في بلادهم ثم تتفنن في وضع العراقيل أمامهم وتصعب مهمتهم؟ وكيف تعلن الحكومة انها في أشد الحاجة لمشروعات جديدة لموانجهة البطالة ونقص الإنتاج ثم تماطل لسنوات طويلة في منح التراخيص أو الموافقة علي أي مشروع يتقدم به المستثمر؟
لم أجد علي تساؤله أي إجابة لكني نصحته بأن يحاول الوصول إلي وزيرة الاستثمار الجديدة الدكتورة سحر نصر وان يسألها نفس السؤال لعله يجد لديها اجابة تشفي غليله!
* موضوع عودة السياحة الروسية لمصر أصبح من أكثر الموضوعات مللاً في الصحافة المصرية في الفترة الأخيرة. وما يفعله الروس الآن مع المصريين والتصريحات التي يطلقها وزراؤهم حول الأمن في المطارات المصرية ولجان التفيش التي تأتي وتذهب وتجول في مطاراتنا شمالا وجنوبا منذ حادث سقوط الطائرة الروسية منذ عامين باتت تستفز كل مصري غيور علي بلده وتصيبه بغصة في الحلق وتدفعه للتساؤل عن علاقة كل هذه الزيارات وجولات التفتيش علي استقلال القرار الوطني والأمن القومي.
هذا الاصرار الغريب والمهين الذي يتمسك به وزير السياحة يحيي راشد والمسئولون في وزارته علي انه لن تقوم للسياحة المصرية قائمة أخري بدون عودة السياح الروس لمصر. انما هو إصرار يدل علي فشل كبير واستسلام تام للأوضاع الحالية وعجز واضح عن القدرة علي الابتكار أو البحث عن أسواق أخري بديلة. وكأن الحياة قد توقفت عند أقدام السائح الروسي. فإن تكرم وتعطف وجاء عادت السياحة وانتعشت وان تعزز وتدلل وماطل سقطت مصر وأغلقت أبوابها وانطفأت أنوارها وغابت شمسها!!
أنا لست خبيرا سياحيا ولكني أري أن هذا التفكير القاصر لوزير السياحة يجب أن يتغير وان يبحث هو وقيادت عن أسواق بديلة عن السوق الروسي وما أكثرها سواء في الدول العربية أو في آسيا مثل الصين واليابان وماليزيا وأوكرانيا أو في أوروبا أو أمريكا اللاتينية وكلها دول تعشق الآثار المصرية وتقرأ عنها لكنها في حاجة إلي برامج سياحية مشجعة وجاذبة وإلي أساليب جديدة ومبتكرة في التسويق بعيدا عن سياسة حرق الأسعار والاصرار علي أن خفض سعر المنتج السياحي المصري هو الأسلوب الوحيد لتشجيع السائحين علي القدوم لمصر. وهو أسلوب ثبت فشله بل وثبت أيضا الحاقه ضرراً بالغاً بالسياحة وبالمنشآت السياحية في مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف