عبد الرحمن فهمى
أن نعيد محاكمة أحد.. ولكن
في كل صباح احرص علي قراءة ثلاثة أعمدة صحفية يومية وكل أسبوع يوميات لأحد الزملاء القدامي.. لذلك استأذن القاريء في ان انقل جزاء من عمود أحد الذين احرص علي القراءة لهم خاصة انه منذ ثورة 25 يناير 2011 ناديت بما نادي به الصحفي الكبير والشاعر والكاتب والليبرالي الأخ فاروق جويدة في صحيفة الأهرام أول أمس.. وهو مطالبة الجهاز المركزي للاحصاء برئاسة اللواء أبوبكر الجندي ومعه كتيبة رائعة من الفدائيين الذين يطاردون كل المؤسسات لمعرفة كل الحقائق.. نطالبه بالحقائق والأرقام عن فترة طويلة اختفت فيها الحقائق لمدة ثلاثين عاما ثم ظهرت الكوارث مرة واحدة في كل المجالات.. في الطرق والمواصلات والخدمات والتموين والمرافق والبطالة ونهب المال العام وأراضي الدولة ومناصب الحكومة.. فجأة وصلنا إلي اننا أمام دولة مطلوب بناؤها من الصفر.. كيف؟ نريد ان نعرف.
يركز الصحفي الكبير علي المطالبة بالرقم الحقيقي عن المعونات الاقتصادية التي حصلت عليها مصر خلال الثلاثين عاما وأين تسربت وماذا عن المشروعات الوهمية في الطرق والمجاري والمياه.. ثم أين وكيف تم صرف ثلاثين ميزانية من ميزانيات الدولة!!
***
هذا ملخص أو قل مضمون ما قرأته بتوقيع الصحفي الكبير الليبرالي.. الذي يذكرني بفترة صحفية من الصعب أن تتكرر كانت مليئة بشوامخ القلم والرأي والفكر والحرية والنقد.. حينما كانت هناك صحافة بحق.
ليست نرجسية.. ولكن اذكر انني كتبت أكثر من مرة من فبراير 2011 بينما تولي الجيش مسئولية البلد كتبت اطالب بمحاكمة عهد لا محاكمة فرد.
بعد الحرب العالمية الثانية لم تقتصر محاكمة نور نبرج علي محاكمة ادولف هتلر.. في كل هذه المحاكمات تهم مختلفة تتعلق بالسياسة والاقتصاد وقرارات الحاكم المختلفة وليس مواد قانون العقوبات العادي التي تسري علي كل الناس.. لذلك هناك قوانين خاصة لمحاكمة الوزراء ومن فوق الوزراء بتهم معينة وأمام محاكم معينة ولها عقوبات مختلفة وإجراءات خاصة يحدث هذا في كل دول العالم.
بعد أي ثورة سيتم تشكيل محاكم خاصة لها اسلوب خاص في العمل.. اقر بها ثورة يوليو.. تم تشكيل أكثر من محكمة.. أول محكمة كانت محاكمة خميس والبقري العاملان المتهمين بتحريض عمال شركة ما في كفرالدوار كان المدعي العام البكباشي عبده عبدالمنعم مراد المسئول عن الادعاء في القوات المسلحة يعني ما يوازي النائب العام في قضايا الجيش وهو شقيق الكاتب الكبير محمود عبدالمنعم مراد استاذي وأستاذ جيل كامل من الصحفيين.. ثم محكمة عبداللطيف بغدادي وأنور السادات وحسن ابراهيم ثم محكمة جمال سالم بعد حادث المنشية!!
***
وبصرف النظر عما حدث بعد ثورة يناير 2011 من عدم وجود قائد.. علي العموم لن تعود الساعة إلي الوراء ولكن هذا لا يمنع من ان يتولي اللواء أبوبكر الجندي وكتيبته الرائعة بأسلوبه العصري وضع حقائق ثلاثين عاما أمام السلطة الحالية بغض النظر عن محاكمة أحد فقط لابد ان نعرف حقائق حقبة من عمرنا زهرة شبابنا.. نريد معرفة حقائق تعدينا في المستقبل وكفاية ظلام وتعتيم فنحن نمر باخطر فترة في تاريخنا.