مكدودًا
في الظهيرةِ،
على جبينِكَ
خيطُ نُحاسْ.
***
لماذا قتلتَ البحرَ إذن
وأشبعتَ الطرقاتِ
مشيًا
إلى البعيدْ؟
***
في البلدةِ،
تحملُ المصباحَ
في يدِكَ
وبالأخرى
تهُشُّ الفراشاتِ عن ضَيْعَتِكْ
في حوزتِكْ واحدةٌ
ويرقتانْ،
فيهنَّ
خاصمتَ الشِّعرَ
والمطرْ.
***
لمْ تراقصِ العالمَ
منذ سنينْ
أو
تخطّ قصيدةً على حائطٍ
تدورُ
وحسبُ
حولَ الفراغِ
فيعلو جدارُ الحريرِ المقعَّرُ
شيئًا
فشيئًا،
فلماذا قتلتَ البحرَ
وأوسعتَ الطرقاتِ
إطراقًا؟
***
الوردةُ
ماتتْ
أبَحْتَ أحمرَها
وأخضرَها،
وعِطرُها
عالقٌ بين سبَّابتِكَ
وإبهامِكْ
لا يُغسَلُ
فأنتَ
لم تعبأ بالسَّهمِ المرسومِ
على الطريقْ.
***
كنبيلٍ قديمٍ
يكسو النُّحاسُ ملامحَه
جئتَ
من أقصى البلدةِ تسعى
مسارُكَ
خطٌّ ثابتٌ.
***
لا تلتفتْ للخلفِ.
فالأساطيرُ
حقيقةٌ
والتماثيلُ دليلْ.
***
وأنتَ
غادرتَ البحرَ
واخترتَ الطريقْ.
***
مكدودًا
عُدتَ من بلدتِكْ
تُنظِّرُ للشِّعرِ
وللحُبِّ
وامرأتُكْ
تنتظرُ هناكَ
خلفَ النافذةِ
بعضَ خبزٍ
…
وحفنةَ ماء.