نصف الدنيا
فاطمة ناعوت
البعيد
مكدودًا

في الظهيرةِ،

على جبينِكَ

خيطُ نُحاسْ.



***

لماذا قتلتَ البحرَ إذن

وأشبعتَ الطرقاتِ

مشيًا

إلى البعيدْ؟



***

في البلدةِ،

تحملُ المصباحَ

في يدِكَ

وبالأخرى

تهُشُّ الفراشاتِ عن ضَيْعَتِكْ

في حوزتِكْ واحدةٌ

ويرقتانْ،

فيهنَّ

خاصمتَ الشِّعرَ

والمطرْ.



***

لمْ تراقصِ العالمَ

منذ سنينْ

أو

تخطّ قصيدةً على حائطٍ

تدورُ

وحسبُ

حولَ الفراغِ

فيعلو جدارُ الحريرِ المقعَّرُ

شيئًا

فشيئًا،

فلماذا قتلتَ البحرَ

وأوسعتَ الطرقاتِ

إطراقًا؟



***

الوردةُ

ماتتْ

أبَحْتَ أحمرَها

وأخضرَها،

وعِطرُها

عالقٌ بين سبَّابتِكَ

وإبهامِكْ

لا يُغسَلُ

فأنتَ

لم تعبأ بالسَّهمِ المرسومِ

على الطريقْ.



***

كنبيلٍ قديمٍ

يكسو النُّحاسُ ملامحَه

جئتَ

من أقصى البلدةِ تسعى

مسارُكَ

خطٌّ ثابتٌ.



***

لا تلتفتْ للخلفِ.

فالأساطيرُ

حقيقةٌ

والتماثيلُ دليلْ.



***

وأنتَ

غادرتَ البحرَ

واخترتَ الطريقْ.



***

مكدودًا

عُدتَ من بلدتِكْ

تُنظِّرُ للشِّعرِ

وللحُبِّ

وامرأتُكْ

تنتظرُ هناكَ

خلفَ النافذةِ

بعضَ خبزٍ



وحفنةَ ماء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف