عبد القادر شهيب
يتحدثون طهارة.. ويدافعون عن الفحشاء!
«الصحافة لا تخلو من غش وخداع ومؤامرات صغيرة ودس ووقيعة غير مسجلة في كلمات مكتوبة، لأنها تتم دون استخدام القلم الذي عادة ما يشهد على صاحبه ولا يستطيع أحد أن يبتلع أو يمحو الكلمات التي كتبت به.. فكم من صحفيين يدعون أنهم أهل الفضيلة، وهم يتمرغون في وحل الرذيلة.. وكم من صحفيين يدعون أنهم أنقياء، وهم يستخدمون الصحافة في الابتزاز والتربح وتكوين الثروات، فهم يفعلون عكس ما يكتبون.. يكتبون طهارة ويرتكبون الفحشاء.. كل ذلك خبرته وعايشته وأيضا عانيت منه خلال السنوات الطويلة في بلاط صاحبة الجلالة».
هذه الفقرة كتبتها في مقدمة كتابي الأخير «نصف قرن قتال في بلاط صاحبة الجلالة» لا أقتبسها اليوم بمناسبة انتخابات نقابة الصحفيين، وإنما ما يدور في مجتمعنا الذي اختلطت فيه الأوراق، وتاهت البوصلة من يد سياسيين ومثقفين كبار في قياس الأمور وتحديد المواقف.. فنجد الآن الليبرالي الذي يدافع عن عدو الليبرالية، واليساري الذي يتبني قضية حلفاء وأصدقاء الأمريكان.. ونجد السياسي الرافض لتيار الإسلام السياسي يدافع عن الإخوان بحماس.. ونجد أيضا من يكره الأقباط ويتعامل معهم كأنهم مواطنون درجة تانية يرثي لأحوالهم في مدينة العريش بعدما تعرضوا له من قبل تنظيمات الارهاب.
وهكذا نحن نسمع أفضل الكلمات من هؤلاء، ونري تصرفات ومواقف تتناقض مع هذه الكلمات.. وليرحمنا الله برحمته.