الجمهورية
مؤمن ماجد
آسفين يا ريس
"آسفين يا ريس" عبارة يرددها أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك. ولم أكن يوماً من مريديه. أو مؤيديه. ولكنني أعتقد أن هذه العبارة يجب أن نوجهها إلي كل رئيس حَكَم مصر من قبل. وإلي كل رئيس سيحكم مصر مستقبلاً.
اعتدنا أن نأكل لحم الميتة. ثم نتوضأ للصلاة.. تلوك الأعراض ونرفع شعارات الصدق والأمانة والاستقامة.. نخوض المعارك علي الفيس بوك وفي المقاهي وأمام شاشات التليفزيون. ولا تنزل منا قطرة عرق من أجل وطن يعاني من كهنة الهدم. وأئمة التجريح وقساوسة التجريح.
كلنا نكتفي بالجلوس والكلام والتحليل.. أما العمل والجهد فلا نبذله.. نحن من أقل شعوب العالم إنتاجية.. ومن أكثر سكان الكون حصولاً علي الإجازات والراحات.. وضربنا رقماً قياسياً دولياً في الإضرابات والاعتصامات.
كل الرؤساء السابقين كانوا ملوكاً متوجين في عهدهم.. جمال عبدالناصر طافت الشوارع مسيرات تؤيده وتبايعه مدي الحياة.. وعندما مات انهالت المعاول علي أي شيء. وكل شيء حدث في عهده.. أنور السادات كان علماً من أعلام الدنيا. ووقف الكثيرون إعجاباً بمبايعته مدي الحياة.. وبعد اغتياله أصبح السادات خائناً. وأفسد الحياة بالانفتاح. وفتح كل الأبواب لرجال الأعمال.. حسني مبارك كانت الأوبريتات تتحاكي عن أنه صاحب الضربة الجوية. وبطل السلام. وصاحب الإنجازات. وبعد إقالته أصبح رمزاً للفساد والتهاون في حق الوطن.
محمد مرسي جاء محمولاً علي الأعناق وقالوا إن النهضة بدأت علي يديه. وأن الثورة تحققت به. ثم أصبح مرسي الخائن والعميل والجاسوس. وصاحب السلطانية وأنه الأسوأ بين الحكام.
نسينا أن كل شعب يستحق حاكمه.. وأننا نكتفي بالتهليل للقائد.. والهتاف للزعيم.. لا نحاسب.. لا ندافع عن حقوقنا.. لا نؤدي واجبنا وإنما نكتفي بالمطالبة بحقوقنا. ثم نجلس علي المقاهي وأمام شاشات التليفزيون وعلي الفيس بوك. لننهال طعناً في الحاكم.. أي حاكم.. نحن لا نقاتل. ولا نساند ولا نعمل.. ولذلك أقول لكل رئيس تولي حكم مصر سابقاً. أو سيتولاها مستقبلاً "آسفين يا ريس".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف