الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم .. غرام في الضبعة .. وكراهية في العريش
شتان الفارق بين المكانين اللذين يفصل بينهما عدة مئات من الكيلو مترات في ربوع الوطن. فعلي أرض مدينة الضبعة بمطروح ينسج أهاليها قصة حب من أجل بناء أول محطة نووية علي أرض مصر. أما في العريش فقد تحول إرهاب المرتزقة إلي كراهية لأهالينا الذين يعيشون علي أرض الفيروز فراحوا يعربدون ويغالتون الأبرياء المدنيين العزل. خصوصاً الأقباط منهم ما أدي إلي نزوح بعض العائلات إلي الاسماعيلية. شتان الفارق بين من يريد ان يدخل التاريخ ويسهم في إنشاء أول محطة للطاقة الذرية لتنمية كل شبر من أرض مصر. وبين أولئك الأوغاد الذين باعوا العرض والكرامة برخص التراب من أجل حفنة من الدولارات. هل يعتقدون ان أبطال القوات المسلحة البواسل ورجال الشرطة الشرفاء سيتركون لهم الأرض من أجل أن يقدموها محنة لأشخاص غرباء؟
فمنذ أيام شهدت مرسي مطروح مظاهرة أقل ما توصف به بأنها "غرام في الضبعة" يقودها اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح عندما أعلن عمد ومشايخ وشباب الضبعة وممثلو الأزهر والكنيسة ترحيبهم بمشروع إنشاء أول محطة نووية في مصر. وعبروا عن حبهم لبلدهم عندما أكدوا خلال جلسة الحوار المجتمعي حول المشروع أنهم قدموا الأرض المخصصة لإقامته من أجل الدولة التي تسعي بكل جهدها لوضع مصر علي خريطة التنمية العالمية من خلال تحقيق حلم المصريين النووي السلمي. وهو أحد المشروعات القومية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي. الذي يسعي لبناء دولة حديثة لا تنتظر معونات من أحد بل تستغل كل ثرواتها الكامنة للخروج من الوادي الضيق إلي رحاب أوسع في الصحراء وتحويلها إلي جنان تتسع لكل المصريين. خصوصاً ان وزير الكهرباء أعلن عن بدء انشاء المحطة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
أما جرائم الكراهية التي يرتكبها الإرهابيون الأوباش في العريش فلابد أن يكون للأمن وقفة مع مرتكبيها. فجريمة الكراهية أو "the crime of hate" تحدث عندما يستهدف المجرم ضحية بسبب اعتقاده بانتمائه إلي مجموعة اجتماعية عادة ما تكون معرفة بحسب الدين أو العرق أو الجنسية وغيرها. وتصنف جرائم الكراهية قانونياً علي أنها العنف الذي يحركه الانحياز. وتتضمن الجرائم الاعتداء الجسدي. تخريب الممتلكات. التنمر. الإهانة. الرسومات أو الكتابات المسيئة. ولذا لابد من وقفها في أسرع وقت ممكن لأنها تهدف إلي قيام صراعات دينية في المجتمع. لكن يقيني أن الأخوة المسيحيين أذكي من ذلك بكثير ولن يتركوا مجموعة من السفاحين يتسببون في حدوث تصدع داخل مجتمع هم جزء من نسيجه. ولذا فإن مغادرتهم من العريش إلي الاسماعيلية رغم قسوتها ليست سوي استراحة محارب. إذ ان ثقتي في قواتنا المسلحة والشرطة تؤكد ان نهاية القتلة في سيناء باتت وشيكة بعد ان فقدوا صوابهم وتحولوا إلي فئران مذعورة لا تعرف ماذا تفعل.
وأقول لكم ان مصر التي ضحت بالآلاف من خير شبابها الأطهار من أجل ان ينعم مواطنيها بالاستقرار. علي استعداد لأن تقدم المزيد من أجل دحر الإرهاب في سيناء. ليعلو البناء الذي بدأناه بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. ولن يستطيع كائن من كان من وقف قطار التنمية الذي انطلق مهما كانت الأسباب ورغم الكراهية التي يضمرها هؤلاء العابثين بأمن الوطن. من دواعش سيناء الذين يستخدمون مصطلحات تعود إلي قرون لمحاولة إثبات أنهم يقودون معركة ذات بعد تاريخي ديني. لكن مخططهم لن ينجح طالما ان لدينا شباب يعشق وطنه مثل أبناء الضبعة الذين ضربوا المثل في التضحية فقد قال "شيشرون" وهو كاتب روماني وخطيب روما المميز قديماً "القتلة لا يبحثون عن فلسفة. بل يبحثون عن أجورهم". ولذا لا تصدق إرهابيي سيناء إذا زعموا أنهم يرتكبون جرائمهم من أجل قضية. فهم مجموعة من الدواعش التكفيريين مصاصي الدماء الذين لا يحركهم سوي المال. المال فقط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف