الجمهورية
قدرى ابو حسين
نظرة للمستقبل .. الوحدة الوطنية لا تنفصل
تابعت بكل أسي وأسف وضيق وضجر أحداث العريش التي حرص القائمون بها علي أن يعطوا صورة لأنفسهم غاية في السفالة والدناءة. والمتتبع لسلوكياتهم في الفترة الأخيرة هم وأشباههم لا يستغرب هذا السلوك الذي يزدريه الحيوان قبل الإنسان. لقد ضاقت حلقة الحصار حولهم وشح الدولار وتضاءلت المساعدات وكذلك الدعم الممنوح لهم من حكام حسبوا العروبة ظلماً وعدواناً وآخرين تملكهم الحقد علي مصر المصانة والمحمية برعاية الله في ظل منطقة تموج بأحداث أحسبها غير مسبوقة في تاريخ الصراعات.
ازعم أنني من عمق طين الشعب المصري عشت وعايشت الأحداث التي يطلق عنها أنها طائفية ووصل بي اليقين أن عُري الوحدة الوطنية لا تنفصل وأنها باقية أبد الدهر وأن ما يحدث رغم خباثته لن يحرك هذه الوحدة عن موقعها المقدس قيد أنملة. اذكر في الستينات في اطار خلافات بسيطة تقع بين الأخ وأخيه استثمرها المتعصبون والمتعنتون وتحول الأمر إلي موضوع يتم تداوله من العدو قبل الصديق واذكر أنه في سبيل حسمه اقتضي الأمر لقاء بين المصريين في هذا المكان في صعيد مصر وفي الستينات مع الأستاذ الدكتور/كمال رمزي استينو عضو اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي في حينه الذي طوف بالحضور حول فكرة المواطنة وتأصلها في الشعب المصري وتفردها. استعيد في هذه اللحظات المحاولة الضالة والشرسة بحرق الكنائس عقب فض اعتصام رابعة حيث بلغ عدد الكنائس التي أحرقت حوالي تسعين كنيسة وكان تصريح قداسة البابا تواضروس.
.. إذا أحرقت كنائس مصر جميعاً فسوف نصلي مع إخواننا المسلمين في المساجد.. هذا الطرح لا يمنع من أن أقولها بملء الفم لابد أن نرفض فكرة التهجير سواء كان اختيارياً أو بطرق أخري. هذا مبدأ مرفوض يجافي الفكر المصري المتأصل في مواجهة الإرهاب ويتعارض مع ما أقره الدستور تأكيداً للواقع حول مبدأ المواطنة فمهما كانت المخاطر لابد أن يقابلها قدر عال من التأمين كما أن توفير كل التيسيرات التي قدمت لهم في المواقع الجديدة لا يلقي مبرراً لقبول فكرة التهجير جبراً أو برغبة. لقد كان رد فعل المصريين كل المصريين علي هذه الأحداث حاداً وصادقاً ولن يقبل بعودتهم إلي بيوتهم وأعمالهم ومحالهم بديلاً. وإلي كل من يطالع هذا المقال. مسئولاً أو مواطناً....... فكرة التهجير مرفوضة.... مرفوضة.... مرفوضة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف