كنا ومازلنا ممن نذروا أنفسهم للوقوف بالمرصاد لفئة الهواة الذين سودوا عيشتنا وأخرجونا بفتاويهم من الملة.. وسنظل نواجه فتاوي التكفير والتطرف مهما كان الثمن.. وما نقوم به فرض عين علي كل من يمتلك مقومات المواجهة.. وزادنا في ذلك ان إسلامنا دين عالمي جاء رسوله صلي الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين وما خير المعصوم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ولم يعرف عن الصحابة الأبرار أو التابعين الانغلاق أو التطرف.
بل كان في اختلافهم رحمة. وبالتالي فلا يعقل البتة أن يخرج علينا الدهماء بأقوال وتخرصات ما أنزل الله بها من سلطان ثم يلصقوها بالإسلام وهو منها براء.
نحن لا نقبل التفريط في ديننا أو الترويج للدعوات الإباحية التي هي محرمة علي الاطلاق.. فإسلامنا هو العاصم لله عندما تشتد الخطوب وتتوالي الكوارث.. وهو المخرج لنا من كل ما نعانيه وهو سفينة النجاة لمن أراد العبور إلي الآخرة بسلام.. ومن باب أولي فإن الإسفاف بمنحنياته ومقدماته مرفوض. أيا كان الداعون إليه والذين يروجون له.
لقد هالني وأفزعني ما أسموه بمليونية خلع الحجاب التي دعا إليها نفر ممن يسمون أنفسهم بالنخبة.. ولا أدري سبباً واحداً يدعو أحد الصحفيين إلي مطالبة المصريين بخلع الحجاب وما هو الألم الذي يصيبه من فتيات وسيدات يحرصن علي العفة.. من حق صاحب دعوة خلع الحجاب أن يدعو السيدة حرمه إلي التعري ولكن ليس من حقة أن يرغم المصريين علي ارتكاب الفواحش ما ظهر منهما وما بطن.
لقد اتصل بي مذيع بإذاعة القرآن اللبنانية مستنكراً ومستغرباً من الدعوة الممقوتة بل والمرزولة. وتعجب من المطالبة بمليونية لخلع الحجاب وقلت له إنها لن تكون مليونية ولن تكون ألفية أو مئوية وهذا ما حدث.. وكان بودي أن تخرج الفئة الباغية لأنني علي يقين أن البسطاء من أمهاتنا وبناتنا كن سيقذفونهم بالحجارة ولكانت فضيحتهم بجلاجل.. وربما أدرك صاحب دعوة خلع الحجاب بركان الغضب الذي يكتمه المصريون في صدورهم.
غير أن ما أثار امتعاضي وغضبي وقرفي ليس وحدي وإنما معي بالتأكيد جموع أبناء الشعب تصريحات بنت الأصول المخرجة إيناس الدغيدي التي تقمصت دور رجل الدين ومفتي الديار المصرية عندما أعلنتها صريحة مدوية أن من حق الفتاة ممارسة الجنس وأن الجنس من وجهة نظرها المعوجة يدخل ضمن دائرة الحريات التي تمتلكها المرأة!!!!
إن هذه دعوة محرمة ومجرمة في كل الشرائع السماوية والوضعية.. وما دعت إليه لم يكن صادماً لمن يعرفها فهي صاحبة أكبر قدر من التصريحات الصادمة والتي تتعارض مع الثوابت الأخلاقية والدينية.. دعوات التطرف والتكفير تتساوي عندي مع كل دعاوي الإسفاف والتفريط والانحلال.. ولا مكان لها في مجتمعاتنا العربية.. ومن يدعو إليها فهو مجرم ولا يستحق أن يكون إنساناً.