المصريون
رضا محمد طه
التبرعات لا تناسب فخامة هذه العاصمة
أثناء مشاهدتي لفضائية "إم بي سي تو mbc2" قرأت في شريط أخبارها إعلان يقول "للتبرع لإنشاء المركز الحضاري والمسجد والكنيسة علي رقم .....، بجميع البنوك المصرية"، جعلني أتذكر أن المسئولين قد وعدوا من الإعلان عنها أن كل شيء بهذه العاصمة الجديدة سوف يكون سوبر وفخم عالمي ووصل التشبيه ببعض الخدمات أنها ستكون فريدة ليس علي مستوي الشرق الأوسط بل في العالم كله، في ذات الوقت كنت اتصفح الفيس ولفت نظري "دُعابة" في صورة إعلان تُعلن فتاه من خلاله أنها سوف تسافر وتطلب صديقة تسافر معها بشرط أن تتحمل الصديقة تذاكر السفر والفيزا والسكن والمواصلات والأكل بالإضافة للمصاريف الأخري، أما الفتاة صاحبة الإعلان سوف تقوم فقط بدعاء السفر. ما تفعله الحكومة من خلال الإعلان عن هذه التبرعات إستدعت من ذاكرتي واقعتان قد حدثتا بالفعل لبعض الاصدقاء، أحدهما أن صديقي كان له جار يعمل بوظيفة مرموقة وفي زواج إبنه الذي أقيم بمكان فاخر فقام هذا الجار بدعوة صديقي وآخرون وابلغهم أنه قد إستاجر له وباقي المدعوين باص فاخر ومكيف سوف يقلهم ويعود بهم، وبعد إنتهاء الفرح بخير وسرور وإنبساط، فوجيء صديقي وباقي المدعوين بالسائق يطلب منهم الأجرة، مما أوقع الجميع في حرج شديد، ولأن صديقي أولي بتحمل أي شيء عن جاره حلوه ومره، فقام مكرهاً بسداد الاجرة عن الجميع وهو في حالة ذهول، لأن إستهبال جاره المتعمد لا يتناسب مع تكاليف الفرح أو حالته المادية العالية. موقف مشابه ويتماشي مع السياق ذاته حدث لصديق آخر علي درجة كبيرة من الثقافة ودائم القراءة، كان زميله قد دعاه هو وبعض زملائهم لحفل بإحدي القاعات الفخمة بمناسبة صدور رواية جديدة لزميله هذا، وأثناء إستعراضه لروايته قام بعض مساعديه بتوزيع نسخة من الرواية لكل مدعو، ثم فاجاههم زميلهم المؤلف بأن عليهم أن يدفعوا ثمن النسخة التي وزعها عليهم بعدما أكرمهم بخصم عشرون بالمائة من ثمنها، إغتاظ صديقي وباقي المدعوين لكنه كان أكثر جرأة من البعض الحاضر الذي دفع حرجاً ومجاملة ولم يتواني في إعادة الرواية لصاحبها. لذا نطلب من الحكومة أن تكف عن تلك الإعلانات التي تجعلنا في حيرة وتساؤل هل نحن أغنياء وعندنا من الرفاهية والأموال بحيث نبني عواصم وأماكن ومنتجعات وملاهي فاخرة، أم أننا فقرا قوي؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف