الجمهورية
يسرى السيد
شعب لا تفرقه جماعة.. ودولة لاتهزمها عصابة!!
الحمد لله علي غبائهم.. انهم ولله الحمد لايدركون الحقيقة والواقع: دين لا يشوهه مرتزقة.. شعب لا تفرقه جماعة.. دولة لاتهزمها عصابة.. دم لايمكن ان تفرق بين قطراته.. من فيها مسلم ومن فيها مسيحي.. عدو غبي لا يفرق بين المصريين الا بقصد خبيث.. ماحدث في العريش كان متوقعا وليس جديدا طبقا لمسلسلات تدمير الاوطان الحديثة.. هجمات لا تستهدف المسيحيين وان كانوا هم الوقود احيانا. ولكن تستهدف الوطن كله بزرع الفتنة وريها بدماء جديدة كل يوم... كان ابشعها ماحدث في الكنيسة البطرسية منذ شهور قليلة..
يقتلون كل يوم مصريين في هجماتهم.. ولم يتحدث احد منا عن كونهم مسلمين ام مسيحيين. لان الجسد واحد و الرصاص والقنابل الغادرة لا تفرق بين الموجودين في مكان ما.. شيع المصريون شهداءهم بحزن نبيل واتشحت النعوش بعلم الوطن الواحد ونزفت القلوب المكلومة واتجهت للاله الواحد. واتسع رحم الارض لهم جميعا دون سؤال عن دينهم لان الارض حين ترتوي بالدماء لا تسأل. والغل لا يميز. ولا يستطيع احد التفريق بين دماء صاحبها مسيحي او مصري.. نعم نجحوا في قتل مجموعات من المصريين لكنهم قرروا مؤخرا أن يقتلوا علي حسب الدين ليضربوا الجسد المصري في مقتل.. فعلوها من قبل في ليبيا حين اعدموا مجموعة من العاملين المصريين هناك واختاروهم باعتبارهم مسيحيين ليقتلوا كل الشعب المصري.
وشهدت العريش في الشهور الأخيرة حلقة جديدة من حلقات مسلسلهم القذر بهجمات استهدفت مسيحيين.. مرة لتاجر في متجره. وثانية لطبيب أثناء سيره بسيارته الخاصة في طريق رئيسي. وثالثة لرجل بطلق ناري في الرأس في منطقة "سوق الخميس". ورابعة لرجل في الشارع. وخامسة حين داهم مسلحون منزل رجل وقتلوه ونجله. ولم يكتفوا بذلك بل حرقوا جثة الابن ظنا منهم انهم بذلك سيشعلون الحريق في قلب الوطن.. وانا شخصيا طالبت في هذا المكان منذ فترة باخلاء هذه المنطقة من سكانها سواء كانوا مسيحيين او مسلمين حتي يسهل التعامل مع هذه العصابات. لان وجود اهالينا في هذه البقعة يجعلهم دروعا بشرية تصعب من مهمة قواتنا المسلحة في المواجهة.. المهم تذكرت ماحدث من فرار لبعض الاخوة المسيحيين من هنا بما حدث بعد هزيمة 1967 في مدن القناة. وطالبت بتكرار التجربة بتدخل الحكومة بتهجير كل اهالينا من رفح و بدون تمييز حتي تنتهي معارك القضاء علي الاوكار الارهابية وتطهير المنطقة من الانفاق. نعم تغير شكل العدو من الأمس إلي اليوم. لكن هدفه واحد هو مصر.. نعم كانت اسرائيل بالامس ومازالت من خلف ستار بدليل عدم وقوع عملية واحدة فيها من داعش او اخواتها الذين يرفعون راية الاسلام وهو بريء منهم . رغم التنكيل المستمر للفلسطنيين ومحاولات هدم المسجد الاقصي وتدنيسه بشكل يومي.. باختصار مثلما هجرنا اهالينا من مدن القناة بعد 1967 واعدناهم اليها بعد الانتصار يكون الامر مطلوبا الآن حتي نحرر العريش من دنسهم.. واعتقد ان الارهابيين اياهم فقدوا صوابهم بعد معركة جبل الحلال الاخيرة التي كشفت اطرافا مخابراتية واجنبية بالدليل والبرهان... لكنهم مازالوا اغبياء والحمد لله علي غبائهم.. لم يدركوا حتي الآن ان مصر ليست مثل سواها وشعبها ليس مثل شعوب اخري. وقبل ذلك ستظل مصر محروسة بوعد آلهي لايقدر عليه حفنة من الشياطين!!
ارادوا في حادث البطرسية وحرق الكنائس بعد ثورة 30 يونيو ان يشعلوا النار في الجسد المصري ففوجئوا بالبابا تواضروس يقول: "وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن" ومن قبله قالها البابا شنودة: "مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا.. وقالت الكنيسة في بيان لها عقب حوادث العريش الاخيرة تلك الأحداث تتعمد ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق الاصطفاف في مواجهة الإرهاب. الذي يتم تصديره من خارج مصر. استغلالاً لحالة التوتر المتصاعدة في أرجاء المنطقة العربية كافة!!
ياه.. حين يقف كل الاعداء في خندق واحد.. وبدأوا تجريب كل انواع الحروب علي مصر.. هي حروب من نوع جديد.. حروب لا تعتمد علي الجيوش المنظمة وميادين المعارك.. حروب من كل شكل ولون الا الشكل التقليدي الذي عاد لا يجدي الآن في المنطقة.. اصبحت القوي الاستعمارية الجديدة تقتل وتدمر بأيد نظيفة وباموال بعض أنظمة الحكم في المنطقة وعن بعد بأشعة واسلحة عابرة للقارات وبتكنولوجيا لا تخطيء وتحصد الملايين في لمح البصر لو داسوا علي زر.. واذا ارادوا النزول للأرض يكون الاعتماد علي المرتزقة والاذناب في تنفيذ مسلسل تدمير الاوطان.. نجحوا في ذلك في العراق وليبيا وسوريا واليمن.. الخ والجائزة الكبري هي مصر!!
* والحروب لا تقتصر علي الالة العسكرية فقط.. تفتق ذهن المخطط عن اشكال مختلفة..حروب اعلامية.. حروب اقتصادية.. حروب دبلوماسية.. حروب نفسية.. فتن طائفية وعرقية ودينية.. حروب بالوكالة.. وعلي كل لون يا دمار.. نجحوا في العراق ان يكون القتل بالهوية والعرق والجنس بل بين ابناء الدين الواحد.. الضحايا يتشحون بالعلم العراقي والمجرم واحد وبدأوا تكرار التجربة في سوريا واليمن وليبيا.. القتل علي الهوية هي كلمة السر لتفتيت الاوطان.. القتل علي العرق والدين والجنس هي ادوات تمزيق الشعوب وتحويل الاوطان الي اكوام من تراب وجبال من الجماجم.. دمار لا يفرق بين سني وشيعي.. بين مسلم ومسيحي.. بين عربي وكردي..بين بعثي وعلوي بين فلاح وصعيدي بين نوبي وسيناوي ومطروحي وبورسعيدي.. هم لا يهدأون ولا يتعبون لان مصر هي الجائزة الكبري..
حرب الاشاعات
ومن الحروب الدائرة الآن حرب الاشاعات وهي حرب خطيرة علينا الانتباه اليها.. والمواجهة معروفة بالرد بالحقائق والمعلومات دون ملل او كلل.. كل يوم اشاعة من عينة وصول الدولار وينتقلون لاشاعة اخري مثل توطين الفلسطنيين في سيناء فاذا فشلت انتقلوا إلي اشاعة اخري عن موافقة مجلس النواب علي زيادة فترة رئاسة الجمهورية إلي 6 سنوات فاذا فشلت بدأوا يشككون في جدوي المشروعات القومية.. الخ
والاشاعة لمن لا يعرف قديمة قدم البشرية .. وقانون او معادلة الاشاعة العلمية بلغة الرياضيات: شدة الشائعة ½ الأهمية x الغموض.. اي ان قوة اي اشاعة تعتمد علي أهمية محتواها والغموض الذي يحيط بمضمونها... والحل بسيط سبقتنا اليه الدول الديمقراطية.. وهو الشفافية والمعلومات الصحيحة.. ويقف الوعي والثقافة والعلم والفكر .. الخ من ادوات عقلية حجر عثرة امام نجاح الاشاعات. فكلما زاد الجهل كانت التربة صالحة لنمو الاشاعات.
وكما تقول الدراسات ان الملل والخمول ميدان خصب لخلق الشائعات وترويجها. فالعقول الفارغة يمكن أن تمتلئ بالأكاذيب. والأيدي المتعطلة تخلق ألسنة لاذعة... لذا فإن العمل والإنتاج وشغل الناس بما يعود عليهم بالنفع يساعد إلي حد كبير في مقاومة الشائعات..
وبعيدا عن التصنيفات لابد ان ندرك خطورة الاثار المترتبة علي الاشاعات وهي الحرب الجديدة التي يمكن بها القضاء علي مجتمعات كاملة اذا لم تُواجه من قِبل الأطراف الواعية. وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهات تريد اشعال نارالشائعة لتحقيق اهداف خطيرة بجعل الصواب خطأ والخطأ صواباً وقد يدعمها أحياناً للاسف بعض الوجهاء ورجال الدين. وهذه هي الكارثة خاصة في المجتمعات التي يكون لرجال الدين فيها كلمة مسموعة. وبانتشار الشائعات وسيطرتها علي عقول المجتمع تتغير السلوكيات وقد يصعب إبطالها أحياناً لتفشيها في المجتمع وتشرب المجتمع لها.
ولمواجه حرب الشائعات الآن اتمني ان تكون هناك لجان متخصصة في قتل الاشاعة في مهدها وعلي الناس ادراك خطورة المرحلة التي نمر بها ويمكن توصيفها اننا في حالة حرب والاشاعة اهم اسلحتها
والحل تقدمه لنا الدراسات العلمية.. للافراد لابد من التأكد من صحة مصدر الاشاعة خصوصاً مع الأخبار الحساسة والمهمة مع التوعية المستمرة ومحاربة الصفحات والمنتديات التي تنشر "تنسخ وتلصق" أخبار بلا مصادر.
ويأتي الإيمان والثقة بالبيانات الرسمية ليشكل مرتكزا لمواجهة الشائعة لانه لو فقدت الجماهير الثقة في هذه البيانات فإن الشائعات تنتشر كالنار في الهشيم.. واعتقد ان اقرار قانون تداول المعلومات يكون سدا منيعا امام الاشاعة من خلال عرض الحقائق علي أوسع مدي من خلال الصحافة والإذاعة والتليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية مع حذف التفاصيل التي قد ينتفع منها العدو طبعا.. باختصار الناس تريد الحقائق فإذا لم يستطيعوا الحصول عليها فإنهم يتقبلون الشائعات.
وتأتي الثقة في القادة والزعماء كأمر جوهري في مقاومة الشائعات. فقد يتحمل الناس الرقابة علي النشر أو نقص المعلومات. بل قد يحسون أن ما يسمعونه ليس إلا أكاذيب غير صحيحة إذا ما كانت لديهم ثقة بقادتهم. وفي مثل هذه الأحوال يكون لدي الناس الوعي الكافي لإدراك أسباب نقص المعلومات التي لو نشرت قد تفيد العدو.
قل للزمان يرجع يا زمان
انا اعرف ان الحكومة عومت الجنيه لكن لم اسمع انها عومت الوقت.. لذلك اصرخ: من زرع قلة البركة في الوقت.. الاسبوع يمضي في لمح البصر والشهور تتسابق.. ولاعزاء طبعا مع السنوات.. السنة بتجري ورا السنة عايزة تطولها. وللاسف بتطولها وتترك بصماتها علي الوجوه وشعر الرأس والقلوب ايضا.. التجاعيد والشعر الابيض هي لغة الزمن التي لا ينفع معها تجميد او حذف .. نصحت احد الاصدقاء الذي صرخ بوجع في وجهي: شعري كله ابيض.. قلت له: اكسر المرآة التي تقف امامها واكتفي بمرآة قلبك.. نظر لي بمرارة قائلا: اصاب الوهن قلبي واشتعل الرأس شيبا.. قلت: لاتنظر للمرآة واسترجع صورتك من الماضي وعش معها حيث الشباب والحيوية والقوة. وابتعد عن مرآة الزمن المعلقة علي الحائط والممتدة الي قلبك وارجع بنفسك الي الزمن الجميل.. قال بابتسامة شاحبة: الله يرحمك يا ست عندما غنت عايزنا نرجع زي زمان قل للزمان يرجع يا زمان!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف