فيتو
أبو الفتوح قلقيلة
مناضل سابقا.. (لللو) حاليا!
تجد عم(لللو) الطرشجى في بداية الأحداث رافضا كل بلطجة وإجرام(بعضشى) وابنته، إلا أنه بحكم العشرة ومعايشة أهل السوء وجد أن الانتماء لهذا البلطجى ولو عن طريق النسب والارتباط بابنته(صدفة) ذات الأنوثة المتفجرة، قد يمنحه بعض القوة والسطوة والحماية، قوة مستمدة من بلطجة وسطوة بعضشى، وقوة معنوية بزواجه وهو الرجل المحروم العجوز الضعيف من شابة جميلة حتى وإن كانت نصابة وسارقة وابنة مجرم الحى.. لا ضير من هذا فالمصلحة غالبة، والقوة مهيمنة، ولا يعيش أنبياء أو نبلاء وسط مجرمين وأفاكين ولصوص وسكارى!

بالقطع تجد كثيرا من أحداث تلك المسرحية الرائعة(سيدتى الجميلة) مشابهة أو ربما مطابقة لواقع الكثيرين في أماكن كثيرة من العالم، ربما في مصر أو في بلدان أخرى، فلا يوجد مجتمع ملائكى ولكن.. عندما تجد أن الخلاص يكمن في الاحتماء بالقوى مهما كان فاسدا وعاهرا وفاجرا، قل على الدنيا السلام.

الأكثر خطورة هو وجود شخصية(لللو) الذي يناضل حتى حين ثم يجد أن النضال لا عائد منه فيشترى راحته ويوفر طاقته للحصول على أية مكسب من أي جهة وبأى وسيلة حتى ولو كانت مبتذلة ورخيصة وشديدة الوضاعة، فهذا الرجل الذي تبدا أحدث المسرحية به وهو يدعو على(بعضشى) وابنته، سرعان ما يقع في هواها أو في عشق أنوثتها وجسدها أو ربما سطوتها، فإذا به ينصحها بالزواج منه حتى ترحم نفسها من السرقة التي لا يرفضها تماما إن كان سينال منها نصيب. ثم إذا به يشترى رضاها بالنصب على أحد الأثرياء ويقاسمها جزءا يسيرا من أرباح تلك الواقعة التي بدات بسرقة(صدفة) لساعة هذا الوجيه الثرى، ثم ادعاءها عليه بأنه هو من سرق ساعتها!، فتطلب تعويضا يشاركها فيه (لللو) الحقير المتحول والمدفوع بعشقه لفتاة في عمر أحفاده لمزيد من الدناءة!

كم من(لللو) يحيا بيننا هذا الأيام!.. كم من (لللو) تمكن من النصب على شعب بأكمله بادعائه النضال، وارتمى في أحضان السلطة في السنوات الست الأخيرة أثناء وبعد الثورة الموءودة!

فلقد رأينا العجب الذي لم يتخليه برنارد شو نفسه الأديب الإنجليزى صاحب النص الأصلى الذي مصره بإتقان كل من بهجت قمر وسمير خفاجى، فعم (لللو) المصرى ترك ساحة النضال المزعوم من أجل مبادئ الحرية والمساواة وصار لسانا بذيئا للسلطة والسطوة، فتراه يزايد على الحكومة ويدعو الرئيس لكثير من التشديد على الفقراء، وإنهاء عهد(الدلع) الذي مارسته الدولة تجاههم!... وكأن الفقراء يعيشون في كمبوند به حديقتان مثل سعادته ويتناولون إفطار كونتينتال يومى من وزارة التموين، ومن نقاط الخبز مثلا ثم في النهاية يصلون لأحيائهم العشوائية بسيارات مصفحة من التي يركبها سيادته على حساب وطن مكلوم وفقراء معدمون!
ثم يظهر(لللو) آخر يستشعر ميل النظام لإجراء تعديلات تشريعية تمس قوانين الأحوال الشخصية، فيسهب في نفاقه ويزايد على الحكومة والنظام بما لا يخطر على بالهما، باقتراح تشريعات غير دستورية أو بالأحرى ساقطة دستوريا من قبل أن تبدأ لمخالفتها الصريحة لمبادئ الشريعة الإسلامية ولصريح نصوص الدستور الواضحة.. إذن هو (لللو) جاهل جدا وشديد الغباء والبلاهة.

أما (لللو) الأكثر وضاعة هو من ارتدى ثوبا من خيانة فناضل وجاهد ضد مصالح وتراب وطنه بثمن يقينى عند الناس يظنه هو خفيا عليهم، وذلك لإثبات أن أرضنا المصرية لا حق لنا فيها، وأنها ملك للغير فنشر مقالات وألف كتبا ونعق في الفضائيات ضد حق وطنه، مع أنه حتى حين وتحديدا حتى سقوط الإخوان، كان يناضل رافعا شعار المصرية.. نعم حدث ويكفيه ما وصفه المصريون الشرفاء به وهو يعلمه جيدا.. اللهم اكفنا شر كل(لللو)
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف