الأخبار
جمال زهران
ضوء أحمر .. كوبري الرسوة ببور سعيد: شكر جماهيري للسيسي
منذ أن وطأت قدماي مدينة بورفؤاد ( مقر الجامعة وكلية التجارة التي أعمل بها)؛ بمحافظة بورسعيد؛ لاستلام عملي في الجامعة بدرجة »مدرس»‬ يوم 30 أبريل 1990م (ما يقرب من 27 سنة)؛ فوجئت بندوة عامة بالكلية في عهد العميد أ.د. زين العابدين فارس؛ الذي كان قد أبلغني بقرار الجامعة بتعييني ودعوتي لاستلام العمل؛ خلاصتها التواصل بين بورسعيد وبورفؤاد؛ والتوصية بعمل كوبري علوي؛ أو نفق يربطهما لسيولة الحركة خاصة وأن سكان بور فؤاد يشعرون بعزلة شديدة؛ الأمر الذي ينعكس سلبا عليهم وعلي فرص الاستثمار والنمو داخل بورفؤاد!! وخلال هذه المسيرة (27 عاما)؛ تم طرح مشروع التفريعة ( شرق بورسعيد)؛ ووزعت الأراضي علي مستثمرين مقابل (5) جنيهات للمتر!! وكان الأمل يحدو شعب بورسعيد بحل مشكلة التواصل؛ ولكن لا جديد سوي توزيع الأراضي علي »‬مافيا نظام مبارك»؛ وكان محلا لاستجواب لي في فترة عملي بالبرلمان كنائب عن الشعب (2005- 2010م) وضاع الحلم؛ وتواري الأمل في مجرد كوبري أو نفق؛ واختزال الأمر في إضافة معديات جديدة في الرسوة ( اثنتان فقط) لمساعدة المعديات القديمة علي الناحية الأخري. وكانت بورسعيد تعاقب شعبا ومحافظة؛ علي خلفية تعرض الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ لمحاولة اغتيال علي يد أحد البلطجية؛ وما كان ذلك بصحيح؛ والمسألة لم تتجاوز تجرؤ مواطن علي تسليم شكوي للرئيس القابع خلف شباك سيارته؛ فكان القتل جزاءه بلا رحمة!! وراح ضحية ذلك عدد من أكفأ قيادات الشرطة بالعزل والمحاكمة؛ وتطاول الخليفة المنتظر جمال مبارك علي المحافظ وقيادات عليا بالأمن (شرطة وجيش)؛ الأمر الذي دعا المحافظ وكان رجلا خلوقا للغاية للاستقالة إلي أن مات كمدا من هذا الموقف!!
واستمر هذا الوضع؛ إلي أن جاء الرئيس السيسي برؤية شاملة لتنمية إقليم قناة السويس وسيناء؛ وأسانده في هذا المشروع التنموي الكبير؛ ومازلت أري أن التركيز فيه بعد توسعة القناة؛ سيأتي بالخير لمصر؛ حيث قام بتفعيل تنمية التفريعة الأمر الذي اقتضي القرار العاجل بوصل بورفؤاد ببورسعيد بسرعة؛ وبورفؤاد بالتفريعة بذات السرعة؛ لإنجاز التنمية العاجلة التي لم تعد تحتاج إلي تأجيل. ولذلك فان زيارة الرئيس السيسي لبورسعيد؛ الأخيرة؛ وقص شريط افتتاح أول »‬ كوبري عائم» يربط بورسعيد ببورفؤاد؛ كان من أهم الإنجازات الواضحة والملموسة؛ وتم تصنيعه ومن قبل تصميمه واختيار المكان الأنسب له؛ بأيدٍ مصرية وخبراء علي أعلي مستوي؛ الأمر الذي يستحق التقدير. وقد كنت متشككا في هذا الكوبري أو تجربته إلي أن قررت السير عليه واكتشافه بنفسي؛ إلا أنني فوجئت بانجاز حضاري غير مسبوق؛ يوفر الوقت؛ ويجدد الأمل؛ وأثناء عبوري بسيارة بصحبة أحد الزملاء؛ فوجئت بالمواطنين يقولون لي رسالة مهمة؛ يا دكتور جمال: اكتب في مقالك الأسبوعي؛ الشكر باسم شعب بورسعيد للرئيس السيسي علي هذا الكوبري؛ الذي ترجم أملهم منذ نصف قرن؛ كانوا في حاجة إليه؛ وكان حلما فأصبح حقيقة. وتكرر ذلك كلما عبرت الكوبري الذي لا يستغرق وقتا لا يتجاوز (5) ق؛ بدلا من (45ق)؛ للخروج من بورفؤاد إلي بورسعيد؛ والعكس؛ وذلك في المواعيد المحددة لعمل الكوبري؛ ويتوقف ساعات محدودة لعبور السفن بالقناة. وحيث إن هيئة قناة السويس أدركت تنامي التواصل بعد الكوبري؛فقد قامت بتوسعة أرصفة المعديات القديمة وأضافت معديات جديدة وأعادت تخطيط منطقة المعديات وهو شيء إيجابي ملموس.
ومازال الحوار متصلا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف