بسيونى الحلوانى
لوجه الله .. أبوتريكة الخلوق .. الهروب في قطر ليس حلا
أحب الكابتن محمد أبوتريكة الخلوق الذي أسعد المصريين بانجازاته مع منتخب مصر وحزنت لعدم حضوره للمشاركة في تشييع جثمان والده الي مثواه الأخير.. فأبوتريكة الشجاع الذي عرفناه لا ينبغي أن يتخذ من قطر مقرا بديلا له وعليه أن يعود إلي وطنه وأن يواجه أجهزة التحقيق بما لديه من أدلة وبراهين براءة من التهم الموجهة اليه وعليه أن يثق في قضاء بلده ولو فعل ذلك لتضاعفت شعبيته وتضاعف حب وتقدير المصريين له.. فالهروب في قطر - تحديدا - ليس حلا.
أبوتريكة ليس مجرد لاعب كرة ينتمي للنادي الأهلي صاحب الشعبية الكبيرة في مصر والوطن العربي. ولكنه لاعب أحبه معظم عشاق الكرة في مصر علي اختلاف انتماءاتهم الكروية خاصة عندما يرتدي فانلة منتخب بلده ويلعب باسم مصر. وبالفعل أغدق المصريون بكل ميولهم الكروية عليه بمشاعر الحب والاحترام وهتفوا له في المدرجات وتغنوا بحبه في الشوارع وتحدثوا عن موهبته وأخلاقه في كل وسائل الاعلام.. وقد حصد ثمن عطائه لعشاق الكرة المصرية وخاصة النادي الأهلي ثراء وشهرة رغم أنه لم يصل بنا إلي كأس العالم ولم يحقق لبلده ما حققه نجوم الكرة المتميزون في العالم ومع ذلك أحببناه ومنحناه خالص حبنا وتقديرنا.
وإذا كان البعض يري أن أبوتريكة لم يحافظ علي هذه النعمة. ولم يقدر حب المصريين له. وفضل الارتماء في أحضان الذين مارسوا العنف والقتل والتخريب ضد الوطن الذي أعطاه كل شيء ومنحه من ماله ودعمه المعنوي الكثير.. فعلي أبوتريكة أن يتخلي عن عناده ويتحدث الي كل المصريين ويعبر عن مشاعره تجاه وطنه الذي أعطاه المال والشهرة وأن يذكر ما لديه من دفاع عن نفسه وأدلة براءة أمام محبيه وعشاقه من الجماهير قبل أن يذهب الي أجهزة التحقيق ويقدم لهم ما لديه من أدلة وبراهين ترد علي الاتهامات الموجهة اليه.
مطلوب من محمد أبوتريكة أن يقدر مسئوليته الأخلاقية كنجم كروي يؤثر في الشباب ومطالب بأن يقودهم الي البناء والتعمير. وليس الي التظاهر والقتل والتخريب أو السخرية من رجال الأمن الذين يحمون الوطن ونعيش جميعا في حمايتهم.
علي أبوتريكة أن يطمئن الي أن الدولة التي تسعي لكسب ثقة العالم كله لا يمكن أن تتربص بلاعب كرة شهير ومحبوب. وأن أجهزتها الأمنية والقضائية لا يمكن أن تضحي بسمعتها في مواجهة شخص له شعبية كبيرة مثله.. لكن عليه أن يحترم القانون الذي يحاكم به رؤساء جمهورية ومسئولون كبار في النظام السابق وانتهت التحقيقات ببراءة معظمهم رغم الإدانات الشعبية لهم.. وعندما يفعل أبوتريكة ذلك سيتضاعف حب وتقدير المصريين له.
لقد نسبت لأبوتريكة عبارات مسيئة ضد جيش وطنه قبل اعتزاله ولم يرد علي هذه التهمة ويبرئ ساحته ويعبر عن مشاعره الحقيقية تجاه الجيش الذي حمي الوطن من الانهيار والضياع.. بل عاند وكابر وظل يردد علي مواقع التواصل الاجتماعي مقولات ساذجة أساءت الي وطنيته وكان بإمكانه أن يراجع نفسه ويصحح هذه الصورة ويرد علي كل المتربصين به ولكنه - للأسف - لم يفعل.
الآن.. علي أبوتريكة الذي نحبه ونقدره أن يراجع نفسه وأن يعلم أن الجماهير الغفيرة التي تحبه تحب وطنها وجيش بلادها أكثر منه.
علي أبوتريكة أن يحافظ علي الصورة الطيبة المرسومة له في أذهان المصريين وأن يبتعد عن هذه الدويلة الشيطانية - قطر - التي لا شاغل لها سوي تحريض المصريين علي وطنهم واحتضان العناصر الشاردة والمسيئة من هنا وهناك.
لا أحد يصادر ميول أبوتريكة السياسية ولا يستطيع أحد أن يحجر علي توجهاته وتعاطفه مع من يريد.. وفي مصر الآن عشرات الآلاف من العناصر المعارضة للدولة وتتمتع بكل حقوقها الدستورية ولا أحد يصادر حرياتها مادامت لا تمارس عنفا ولا تدعم إرهابيين.. لذلك فإن مشكلة أبوتريكة لا تكمن في توجهاته وقناعاته السياسية.. لكن المشكلة في اتهامات محددة عليه أن يواجهها وكله ثقة في قضاء بلده الذي لا يمكن أن يضحي بسمعته إرضاء لأحد أو استجابة لرغبة أي جهة.
ننتظر قرارا جريئا من أبوتريكة بالعودة الي وطنه والدفاع عن نفسه وتبرئة ساحته من التهم الموجهة اليه.