الأخبار
جلال دويدار
هل يتحقق حلم تطوير الجامعات والبحث العلمي؟
أرجو أن يكون صحيحا هذا التفاؤل الذي يسود الساحة بعد تعيين الدكتور خالد عبدالغفار وزيرا للتعليم العالي. ساهم في هذا التفاؤل تصريحاته حول اعتزامه تركيز جهوده للدفع بالجامعات المصرية للدخول في التنافسية العالمية فيما يتعلق بمكانتها بين جامعات الدول الأخري. يأتي هذا الشعور علي ضوء التدهور الذي وصلت إليه سمعة جامعاتنا عالميا في العقود الأربعة الأخيرة. كان من نتيجة ذلك افتقادها للثقة في فاعلية برامجها التعليمية وهو الامر الذي دفع معظم جامعات العالم إلي فرض سنوات تمهيدية علي خريجيها للمعادلة أو للحصول علي الدرجات العلمية الأعلي.
ما يواجه خريجي هذه الجامعات الآن في سوق العمل سواء في أوروبا أو أمريكا يجعلنا نتحسر علي الايام التي كانت شهاداتها تحظي بأعلي درجات الاحترام والتقدير من كل جامعات العالم خاصة في الطب والهندسة والعلوم. ما يحدث الآن يجعلنا نتساءل عما أصابنا من تدهور لا ينحصر في التعليم فحسب.. وإنما يشمل وللأسف كل أوجه الحياة بما في ذلك سلوك الافراد. هذا الوضع المؤسف أدي إلي أن تسبقنا بعض الجامعات في بعض الدول العربية في المرتبة العالمية رغم أن المسئولين في الدولة وعن هذه الجامعات من خريجي الجامعات المصرية.
إن ما صرح به الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي في التعديل الوزاري الاخير يعطي مؤشرا بأنه يؤمن ويدرك حقيقة الوضع الذي عليه الجامعات المصرية التي أصبح مسئولا عن تنظيمها والارتفاع بمستواها. أشار إلي أن هناك ١٢٠ ألف باحث منتشرين في الجامعات المصرية لابد من استثمار جهودهم في الارتفاع بمستوي الجامعات والطلاب باعتبارهم ثروة كبيرة كعناصر للخبرة والاستشارات. أعلن عن هدفه ليس تغيير قانون الجامعات ولكن سيعمل ايضا علي تحسين الاحوال المادية للعاملين باعتباره علي رأس أولوياته.
علي اساس أن التقدم العلمي في الدولة هو ركيزة أساسية للتقدم في كل المجالات حرص وزير التعليم العالي الجديد علي التأكيد من أن مهمته لن تقتصر علي وضع خطط استراتيجية طويلة المدي لتحقيق هدف التقدم بالتعليم الجامعي. في هذا الشأن قال انه والي جانب ذلك سوف يستهدف عمل خطط تنفيذية للوصول إلي مراحل متقدمة في كل المجالات خاصة في المجال العلمي. هذا التحرك من وجهة نظره سوف يتطلب تطوير جميع المراكز البحثية الخاصة التابعة للتعليم العالي يشمل ذلك ايضا تنظيم دور البحث العلمي في خدمة الصناعة وفق تطبيقات واقعية. لابد أن يكون مفهوما أن اصلاح الجامعات لا ينفصل بأي حال عن اصلاح المنظومة التعليمية.
تعليقا علي ما ذكره وزير التعليم العالي الجديد اقول انه شيء جميل ومبشر.. ولكن العبرة بالتنفيذ وتحويل هذه التصريحات والآمال إلي حقيقة علي أرض الواقع. ليس من سبيل لتحقيق كل هذه التطلعات سوي أن تقوم الدولة ومن ورائها المجتمع بتوفير الامكانات والأدوات اللازمة وصولا إلي هذه الأهداف. انها الوسيلة الوحيدة للنهوض وتطوير الدور المنوط بالجامعات المصرية وهو ما سوف ينعكس بالتالي علي كل أحوال الدولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف