أحمد عمر
أصل الكلام .. مزرعة الدواعش
ـلا يبدو جديدا في إسناد ملف الإرهاب بسيناء للقوات المسلحة كغيره من ملفات اقتصادية واجتماعية شائكة في ظل تدني أداء المؤسسات العامة.
جيشنا يواجه حرب عصابات ملغومة بالخيانة والتمويل الأجنبي مع تصديه لمشروعات التنمية وشق الطرق.. يد تبني ويد تحمي وتقاوم وتفتح النار علي اعداء الحياة في حين خفتت أدوار الآخرين حتي يكاد الحل الاسعافي يصبح هو الاساس..!
في السياسة كما في علم الاحياء "العضو الذي يضمر ثم يموت" وكذلك مؤسسات الدولة إذا بدأت بالتثاؤب انشغلت بالروتين عن الهدف والغاية ثم يتغلغل فيها الفساد علي نحو يعجز المصلحون ويجعل جهود المكافحة تبدو كأنها كرتونية وتتحول الرسائل الإعلامية للدولة الرامية للردع إلي شواشي نخيل تتمايل تيها مع التيار بلا تأثير في الجذور.
زادت وتيرة الضربات العسكرية للتنظيمات الإرهابية مع حركة النزوح المؤقت لبعض المواطنين الأقباط من العريش إلي مدن غرب القناة والدلتا.. الخائفون وجدوا في الشعب حضناً يحتمون به.. وتركوا العريش تبكي وتنزف وتقاوم.
وتفيد الأنمباء المتواترة من شمال سيناء ارتفاع صرخات الدو اعش في مغارات جبل الحلال ومقتل العشرات منهم علي يد الضربات العسكرية الموجعة.. لكن النجاح النهائي يتوقف علي تجفيف منابع الإرهاب في الداخل وإلا استمرت البيئة المواتية للإرهاب مفرخاً ومزرعة دواعش تضخ جديداً منهم كل يوم.. صحيح ان ألاعيب السياسة الدولية تجد في التنظيمات الإرهابية أدوات للسيطرة الإمبريالية وتنفيذ ونشر بذور الشوك كي تثمر فوق ارضنا إلا إذا وجدت تربتنا صالحة ومهيأة لها.
مفرخة داعش لا تستغني عن الفقر لتوليد الاحقاد والنقمة علي المجتمع.. والظلم كفيل بغرس الغضب في قلب الرجل ثم يأتي دور الجهل في اختيار الطريق المعوج.. واتباع كهنة السوء.. فلا يبقي إلا من يضع السلاح في يد ذلك الغاضب المشحون بالأفكار التكفيرية القاتلة.
العمليات العسكرية ضد الإرهاب تحتاج لظهير شعبي ودور مؤسسي فاعل يبدأ من تحقيق العدل ومكافحة الفقر وتفعيل الخطاب الديني وليس فقط تجديده.. ومواجهة دعاة الفتنة.
وفي خضم الأ حداث والصراعات والمواقف علينا ألا ننسي إن الإرهاب قرين الاستبداد.