الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. رحيل الجنرال وعزاء أبو تريكة!
وسط صمت إعلامي يدعو إلي الخجل والرثاء رحل اللواء أركان حرب محمد عادل أحمد علي رئيس أركان هيئة الإمداد والتموين خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.. رحل بطل عظيم وسط غيبوبة جماهيرية منشغلة بأسباب عدم حضور نجم الكرة المعتزل محمد أبو تريكة عزاء والده... رحل مقاتل جسور بكل ما تعنيه الكلمة من معان حيث شارك في حرب اليمن وحرب يونيو 1967 وحرب الاستنزاف ثم كان دوره الكبير في الإعداد للعبور العظيم في أكتوبر 1973.

أكرر إنني أشعر بالخجل من هذا الصمت المجتمعي عند رحيل العمالقة بينما تنتفض الفضائيات وتفرد الصحف الصفحات للحديث عن مسيرة من هم أقل عطاء لمجرد أنهم كانوا أكثر ظهورا في المشهد العام بعكس الكبار الذين يحترمون أنفسهم ويتعففون عن الظهور الإعلامي.

إن سيرة اللواء محمد عادل تدعو للفخار فهو أحد القلائل الذين أطال الله أعمارهم حتي يوم الثلاثاء الماضي من قادة وجنرالات حرب أكتوبر وجاء رحيله عن دنيانا عن عمر يناهز 97 عاما فهو من مواليد 22 نوفمبر 1920 والتحق بالكلية الحربية نوفمبر 1938 وتخرج منها أكتوبر 1940 واستمر في الخدمة العسكرية حتي مارس 1979 حيث كان متسلحا بالدراسات العليا في كلية القادة والأركان المصرية وأكاديمية الشئون الإدارية العليا بالاتحاد السوفيتي وكلية الحرب في أكاديمية ناصر العسكرية واستحق عن جدارة العديد من الأوسمة العسكرية في كل مراحل خدمته.

وأتذكر في آخر محادثة تليفونية معه خلال أكتوبر الماضي قوله المتواضع إنني لا استحق وحدي كل ما أشرت به في عمودك اليومي عن دوري خلال حرب الاستنزاف وملحمة العبور وإنما الفضل لضباط وجنود الإمداد والتموين فهؤلاء مع سائر أبناء القوات المسلحة كانوا أبطالا علي مستوي المسئولية.

ولا يفوتني أن أشهد له بما أنجزه كرئيس للاتحاد المصري للرماية ورئيسا للاتحاد العربي للرماية ونائبا لرئيس الاتحاد الإفريقي للرماية حيث كان أحد أبطال هذه اللعبة.

رحم الله بطلا من عناوين البطولة والفداء في المؤسسة العسكرية المصرية التي تعتز بكونها أول جيش نظامي عرفه التاريخ.

خير الكلام:

<< يا جهاداً صَفَّقَ المجد له.. لبس الغارُ عليه الأرجُوانا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف