الأخبار
أحمد السرساوى
من تلاميذ ألمانيا .. للشهيد عبد المنعم رياض
رأيت بمدارس ألمانيا »خصلة»‬ تعليمية رائعة..أن الحصة الأولي تبدأ دائما في المناسبات الوطنية بقصص تُخلد الأبطال والنوابغ في كل مجال، لتُبقي جذوة الولاء والانتماء متقدة في نفوس النشء والشباب.
ما ذكرني بتلك القصة ليست الزيارة الناجحة التي بدأتها المستشارة الألمانية د. ميركل للقاهرة أول أمس والتقائها بالرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة .. ولكن لأننا أيضا علي موعد الخميس القادم (9 مارس) مع درس كبير في التضحية والفداء وإيثار الوطن حتي علي الروح، في ذكري استشهاد البطل الفريق عبد المنعم رياض. كانت بلادنا في بداية عام 1969 »‬محتشدة» كلها في جبهة واحدة هي الاستعداد لمعركة الثأر والكرامة بعد عامين من نكسة 67، وتقدمت قواتنا المسلحة شوطا نحو إعادة بنائها مرة أخري والدخول في مرحلة أصعب من حرب الاستنزاف بعد إغراق المُدمرة إيلات وقبلها معركة رأس العش، مع استمرار العمليات الخارقة لرجال المخابرات الحربية والصاعقة والمظلات في عمق سيناء. وكانت اسرائيل تتسلح كل يوم بسلاح جديد وطائرات أحدث تهاجم بها العمق المصري، الأمر الذي أغراها لاحقا بضرب حتي مدارس الأطفال، ما دعاها لتسمية طيرانها بـ»الذراع الطولي».. بينما كنا نتأهب لبتر تلك الذراع بإقامة حائط الصواريخ وتثبيت وضع قواتنا علي جبهة القتال، بل وقصف تحصينات وتشكيلات العدو في سيناء.
لم يكن أحد ينام في مصر وقتها.. فما بالنا برجال قواتنا المسلحة التي تحملت ما لا تطيقه الجبال، وبذلت التضحيات دما وفكرا وجهدا وعرقا.. فواصلت الليل بالنهار لإنجاز المهمة المقدسة في استعادة الأرض، لدرجة أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة اللواء عبد المنعم رياض »‬وقتها» استشهد وهو علي خط المواجهة الأمامي بين رجاله في زيارة سرية لم يُعلن عنها من قبل، عندما بدأت المدفعية الإسرائيلية بالصدفة قصف عدة مواقع علي الجبهة، فأصابت إحدي داناتها موقع الشهيد.
لم يكن هذا الرجل ضابطا عاديا منذ بدايته، كان أول دفعته في التخرج بالكلية الحربية، وكان من طراز القادة الأفذاذ الذي يقول لجنوده اتبعوني وليس تقدموني، كان نموذجا للبطولة ولاستيعاب أعقد العلوم والتكتيكات العسكرية قبل نقلها لضباطه وجنوده بعد أن درسها في بريطانيا والاتحاد السوفييتي فتفوق علي أقرانه فأسموه بالجنرال الذهبي.. فهل تكون الحصة الأولي بمدارسنا يوم الخميس القادم عن هذا البطل العظيم؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف