السيد بدر
الهجان ومغامرات في المخابرات "6"!!
بديهي أن عداءها للعرب الأغيار وغرورها وصلفها ضد أهل الدار يدعو للاستغراب واستهجان كل الساسة الصغار والكبار فأفعالهم الدنيئة بأهل فلسطين الشقيقة أصاب كبد الحقيقة ما قاله ابن العراق الحبيبة المطرب الموهوب كاظم الساهر "نفيت واستوطن الأغراب في بلدي ودمروا كل أشياء حبيباتي".. وقد تجسد هذا العداء في قول أحد الشعراء دونما مواربة أو استحياء كأنه السم يتجرعه من فمه دماء ويدعي عاموس عوز "إن الإنسان العربي يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل انطلاقاً من أفكار بدائية وأن من الضروري أن يستعد اليهود لدحر العرب في عقر دارهم بصفتهم أي اليهود أمة متحضرة تصارع أمة متخلفة".
ہہہ
من هنا قالوا وعادوا وارغوا وازبدوا عن العرب الاغيار لكن العجب العجاب أن يصل بهم هذا العداء إلي أبناء جلدتهم وهم العرب اليهود أنفسهم بشكل ممنهج ومكرس حتي وصل المدرس "نظام التعليم" شيء يجافي المنطق والعقل والدين.
ولا أدل علي اتخاذ إسرائيل هذا المنحي العقيم من بحث للدكتور محمد حمدان استاذ الدراسات اليهودية وعلم مقارنة الأديان الذي يشير فيه إلي أن نظام التربية والتعليم في إسرائيل يخضع لإدارة بيروقراطيين يهود في قسم منفصل من وزارة المعارف.. فكبار الإداريين كانوا ومازالوا من اليهود وهي طريقة سلطوية في التعامل مع السكان العرب علي الرغم من أن التلاميذ العرب يمثلون 20% من المتعلمين إلا أن 3% فقط من المناصب العليا يحتلها موظفون عرب وإذا قدر للعربي ونال مركزاً كبيراً فإنه يتم تهميش منصبه بعد ذلك وهذا دليل دامغ قاطع علي التمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل بين العرب واليهود الإسرائيليين حتي وصلت بهم نظرتهم الدونية للعربي في ممارسة العملية التعليمية أن نسبة المتعلمين العرب تقل تدريجياً تصاعدياً فتجد مثلاً نسبة تلاميذ الابتدائي العرب 9.1% وتقل هذه النسبة في الثانوي إلي 2.3% ثم إلي 1.4% في كليات المعلمين ثم إلي 1% فقط في الدراسات العليا. وغير ذلك من التمييز الفج الصارخ في شتي الأنظمة وكل مناحي الحياة بوجه عام.
***
ولأن الاستعلاء والكبرياء والنظرة الدونية يولد التمييز والعنصرية كانت هذه هي النتيجة الحتمية فإسرائيل هي من ابتدعت البيروقراطية وهي المصيبة وهي البلية.. فهذه النظرة الدونية تدعو للعجب والسخرية فكلهم يهود لكن "يهودي عن يهودي يفرق" فاليهود اللاجئون إليها من دول عربية غير اليهود الذين ذهبوا إليها من المنفي بالدول الغربية الأوروبية.. فلا أظن ولا أتصور أن هناك عداء من جنس بشري إلي جنس آخر أكثر من هذا.
وفي النهاية لم تجد أمامها إلا تزييف الرواية وقلب حقيقة الحكاية رداً علي رأفت الهجان وجمعة الشوان وغيرهما الكثير لم يزح عنه الستار حتي الآن .