اعتاد المسئولون لدينا اطلاق الاستراتيجيات كل من يتولي منصباً يتحدث عن خطته في تحقيق أهداف استراتيجية ومع كل تغيير وزاري تتوالي رسائل الاستراتيجيات المختلفة وأعتقد اننا نمتلك مخزوناً ورصيداً يكفينا لمئات السنين ومن الاستراتيجيات الحديثة توجيهات د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم حول إعداد خطة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعليم الفني بالطبع لا اعتراض علي ما أطلقه الوزير فمن المعروف ان لديه فكراً ورؤية في تطوير منظومة التعليم بكل أنماطه وأتمني أن تترجم هذه الخطوات سريعاً لأن ضعف التعليم وغياب الوعي لعب دوراً في زيادة التطرف والوقوع في براثن الظلاميين.
ومما لا شك فيه ان التعليم الفني علي وجه التحديد هو أساس التنمية التكنولوجية والتقدم الصناعي الذي نطمح إليه واستمرار تطويره سمة من سمات العصر وضرورة لا غني عنها لمواكبة التغييرات المعاصرة والمستقبلية.
لدينا مركز لتطوير التعليم الفني وبرنامج للدعم والإصلاح ورؤية مصر 2030 تضمنت خطة للنهوض بمنظومة التعليم الفني بما يمكن الخريجين من اكتساب المهارات التي يتطلبها سوق العمل وبما يمكنهم من المنافسة ليس فقط علي المستوي المحلي وإنما علي المستوي الإقليمي ولدينا العديد من الاستراتيجيات للارتقاء والتطوير وكلها تحمل أفكارا إيجابية تستحق الاهتمام وكلنا يعلم ان الوضع الحالي لا يؤهل للتقدم الصناعي ولا لزيادة الإنتاجية المأمولة أو منافسة الدول فلم يعد التعليم الفني رافداً يمد الدولة بخريجين متخصصين في المجالات التي يحتاجها القطاع الصناعي والزراعي والتجاري وحتي الآن التعليم الفني والتدريب المهني موزع لأكثر من 22 وزارة وجهة حكومية لا يوجد بينهم أي تنسيق.
حان الوقت أن يقف الجميع علي أرضية مشتركة واحدة ولابد من شراكة حقيقية بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسات الانتاج ومراكز التدريب التابعة للوزارات المختلفة بحكم المصلحة والمنفعة المشتركة والقرار في التطوير لابد وأن يكون متكاملاً بين جميع الأطراف لمواجهة كافة التحديات الاقتصادية والاجتماعية لدينا 2000 مدرسة و2 مليون طالب بحاجة ماسة لثورة وتغيير بدءاً من البنية التحتية والتجهيزات والمناهج والإدارة لأن إعادة صياغة النظرة المجتمعية للعمالة الفنية لن يتأتي إلا بالتغيير الشامل في نمط وإدارة هذا التعليم.
والأهم ان لدينا مشروعات ومنحًا من الاتحاد الأوروبي وتشمل عدة مجالات هامة منها التعليم وكلها مشروطة أن يكون لدي حكومتنا استراتيجية وخطة واضحة.
مطلوب الآن وعلي وجه السرعة مراجعة شاملة لكافة الاستراتيجيات التي أعدت من قبل ولم ينفذ منها شيء فلا داعي لنسف القديم علي طريقة الإعلان الشهير علينا الخروج بخطة عمل موحدة يتم عرضها علي جميع الجهات المعنية للتوافق عليها واعتمادها بحيث تصبح ملزمة للجميع.