المساء
مجدى الشيخ
مصالح الشركة الوطنية.. أولاً!!
لست من بين المتشددين الذين يطالبون بفتح السماوات أو بالأحري تحرير الأجواء في مطار القاهرة الدولي بدعوي أن تحرير الأجواء يساعد علي تدفق الحركة السياحية الوافدة من مختلف بلدان العالم إلي مصر!!
هذا الإدعاء ليس في محله لأن هناك قراراً بتحرير الأجواء بمطار القاهرة أمام شركات الطيران الشارتر التي تقل الأفواج السياحية وهذا يعني أنه لا قيود علي السياحة التي تأتي من الخارج مما يؤكد أن المطالب التي نادي بها البعض من العاملين بالسياحة أو شركات الطيران الخاص ليست في مسارها الصحيح وقد تؤدي إلي عواقب وخيمة ومن بينها التأثير علي الشركة الوطنية مصر للطيران التي شاءت الظروف أن تعاني من خسائر مالية وتجتهد من أجل الخروج من أزمتها والوصول إلي بر الأمان.
هذه الشركة التي خرجت إلي النور في ظل وجود الاحتلال البريطاني وكانت أول شركة طيران في أفريقيا والشرق الأوسط وسابع شركة في العالم من حقها الآن أن يتم الحفاظ عليها ودفعها إلي الأمام لتبقي شركة قوية كعادتها والحفاظ علي ريادتها وتاريخها وهما طوق النجاة من النفق المظلم.. لكن يبقي المخطط الذي نخشي منه وهو ما يسمي بتحرير الأجواء في مطار القاهرة والذي يضر بمصالح الشركة الوطنية وأيضاً مصالح شركات الطيران الخاصة المصرية في آن واحد ويخدم طيران دول الخليج الذي يستقطب العمالة المصرية وبخاصة أنهم يعتبرون أن السوق المصري من أهم الأسواق في مجال النقل الجوي وضمان تحقيق الأرباح.. من هناك يتضح أن تحرير السماوات بمطار القاهرة لا يساعد علي تنمية الحركة السياحية كما يدعي البعض إنما يخدم شركات طيران الخليج في الاستحواذ علي أكبر نسبة من الحركة الركابية للمصريين العاملين بدول الخليج!!
علي العموم المطالبون بتحرير السماوات بمطار القاهرة أمام رحلات الشارتر يتناسون أنه لابد أن يسبق التطبيق الفعلي وجود قوانين لحماية الشركات من فتح السماوات ويجب أن يدركوا أن القرار خاص بالحكومات وليس شركات الطيران لأنها حقوق دولة وهي صاحبة الحق في تطبيقها أو رفضها.. وأي دولة قبل أن تتخذ القرار بفتح السماوات يجب أن يكون لديها شركات طيران وطنية قادرة علي المنافسة وعلي مستوي واحد مع الشركات المستفيدة من فتح السماوات إضافة إلي وجود قوانين منظمة للمنافسة ومنع الاحتكار والإغراق للحفاظ علي حقوق الشركات الوطنية من خلال تبادل المصالح كما هو الحال بين مصر والسعودية حيث تم فتح السماوات ما بين الدولتين.. ولكي تكون مصر للطيران قادرة علي المنافسة في ضوء تحرير الأجواء لابد من تعظيم الأسطول الجوي وإلغاء الديون المتراكمة ووضع القوانين لحماية السوق المصري والمنافسة خاصة أن الشركة الوطنية كانت الشركة الوحيدة التي عملت طوال سنوات منذ أحداث 25 يناير دون إلغاء رحلة واحدة وتكبدت خسائر تجاوزت الـ 15 مليار جنيه بينما شركات الطيران الخاص قامت بوقف رحلاتها تفادياً للخسائر وهو دور وطني يجب تقديره واحترامه لأنها كعادتها تحملت الصعاب وتكبدت الخسائر حفاظاً علي سمعتها وكانت وقت المحن والشدائد قوية كعادتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف