هناك نكتة شهيرة ظهرت للوجود عام 1980 تقول ان الرئيس الراحل أنور السادات خرج مخاطباً الشعب بعد نتيجة الاستفتاء علي تعديل دستور 1971 والذي بموجبه تم حذف كلمة الهاء من "مدة" إلي مدد بعدما كان الدستور ينص علي انتخاب الرئيس لمدة ثانية فقط.. خرج السادات يخطب بعد ان كانت نسبة من قالوا "نعم" حوالي 98.86% ومن قالوا لا حوالي 1.14% قال السادات اشكر كل من قالوا "نعم" واشكر كل من قالوا "لا" واشكر أكثر "أما نعيمة" لأنها قالت نعمين.. وبالمناسبة هذه الأغنية كانت شائعة هذه الأيام للمطربة ليلي نظمي وكانت تقول "أما نعيمة.. نعمين.. خلي عليوه يكلمني" وحكاية تعديل مدة الرئيس السادات بدأت وقتها باقتراح من النائبة "فايدة كامل" زوجة اللواء النبوي إسماعيل وزير داخلية السادات والتي اقترحت تعديل المادة من "يجوز انتخاب رئيس الجمهورية لمدة أخري" إلي يجوز الانتخاب لمدد تالية أي حذف الهاء وابدالها بالدال.. وللعلم لم يستفد الرئيس الراحل من هذا التعديل بعد ان رحل عام 1981 قبل حتي استكمال مدته الثانية والذي استفاد من هذا التعديل حسني مبارك الذي ظل جاثماً علي صدورنا 30 عاماً.
وسبحان الله وكأن تعديل الدستور تحول إلي لعنة فعندما جاء الدور علي مبارك كانت الشرارة بتعديل الدستور عام 2007 من أجل التوريث لنجله جمال وما استتبعه من اجراء انتخابات مزورة لمجلس الشعب عام 2010 تم خلالها الاطاحة بكل المعارضين وكانت النهاية وقامت ثورة 25 يناير التي يعد انجازها الوحيد هو عدم توريث الحكم إلي جمال والاطاحة بمبارك نفسه قبل ان يطل رجاله علينا بين الحين والآخر.
لا أعلم لماذا تذكرت النكتة الشهيرة "أما نعيمة" وتلك الأحداث عندما أعلن إسماعيل نصر الدين نائب حلوان والمعصرة في مجلس النواب اقتراحه بتعديل الدستور الحالي لتغيير مدة الرئاسة لكي تصبح 6 سنوات بدلا من اربعة مع جواز إعادة انتخابه لمرات عديدة وليس لمرة واحدة وقال النائب ـ لا فض فوه ـ في بيان صحفي انه لا يوجد غضاضة من الناحية الدستورية في مسألة وضع دستور جديد أو حتي تعديله!!..ولماذا لم يجعلها 60او 70 عاماً قابلة للتجديد لمدد اخري.
وبكل أمانة وصراحة ووضوح لا أعلم هل انتهت كل مشاكل البلد حتي نعطي هذه القضية الأولوية المطلقة ولماذا نحرص علي تعديل دستور لم يتم تطبيق نصوصه علي أرض الواقع وأليس من حقنا ان نري مثل كل بلاد العالم المتقدم رئيساً حالياً ورئيساً سابقاً.. أنا هنا لا اتحدث عن اشخاص.. اتحدث عن مبدأ.. يا حضرات يا أيها السادة اتقوا الله في هذا الوطن وتعلموا من دروس التاريخ.. وارحموا "أما نعيمة"!
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.