المساء
طارق مراد
انسحاب المجر.. وخسائر اتحاداتنا
تحدثت في مقال سابق عن المظاهرات التي اجتاحت العاصمة المجرية بودابيست احتجاجا علي تنظيم مدينة بودابيست لدورة الألعاب الأوليمبية عام ..2024 وفي الوقت نفسه قام النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي بمعارضة هذه الخطوة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها المجر بالإضافة إلي التكاليف المالية الباهظة التي تتطلبها عملية تنظيم الدورة الأوليمبية طبقا لشروط اللجنة الأوليمبية الدولية والتي تتعدي الـ 20 مليار دولار كما هو الحال في اليابان والتي تستعد لتنظيم أوليمبياد طوكيو عام ..2020 ومازالت عمدة طوكيو تصرخ وتئن من هذا المبلغ الخيالي وتبحث عن حلول للخروج من هذا المأزق سواء بمخاطبة اللجنة الأوليمبية الدولية بتخفيف الشروط ومن ناحية أخري محاولة ايجاد وسائل داخلية لتخفيض هذه التكاليف الباهظة مثلما فعلت عندما قررت مخاطبة الشعب الياباني بالتبرع بأجهزة الحاسوب الآلي والموبايلات القديمة لديهم للاستغلال المعاون التي تصنع منها هذه الأجهزة في تصنيع 5 آلاف ميدالية سيتم توزيعها علي الفائزين في دورتي الأسوياء والمعاقين حيث يتطلب تصنيع هذه الميداليات توفير "8" أطنان من المعادن.. ولعل هذا الواقع يؤكد حقيقة جديدة في الأزمة الاقتصادية العالمية أن تنظيم الدورات الاوليمبية والاحداث الرياضية الكبري العالمية لم تعد مغنما وانما باتت تشكل عبئا اقتصاديا خطيرا علي الدول المنظمة باستثناء بطولات كرة القدم.. المهم ان احتجاجات المتظاهرين وثورة النشطاء نجحت في اثبات صحة وأحقية وجهة نظرها حينما جمعت 250 ألف توقيع في أقل من اسبوع يرفضون تنظيم أوليمبياد "24" لتجبر هذه الاحتجاجات مجلس مدينة بودابيست علي مناقشة الموضوع رغم ان اختيار اللجنة الاوليمبية الدولية ستعلن عن اختيار المدينة المنظمة للاوليمبياد في 13 سبتمبر القادم.. وجاءت نتيجة الاستفتاء المجري بين مسئولي المدينة متوقعة حينما جاء التصويت بغالبية ساحقة مؤيدا للرأي العام برفض 20 صوتا لتنظيم الاوليمبياد والمطالبة بسحب الملف المجري مقابل 6 أصوات طالبت باستمرار بودابيست في المنافسة مع مدينتي لوس أنجلوس الامريكية والعاصمة الفرنسية باريس المتبقيين في السباق بعد أن أعلنت الحكومة المجرية منذ عدة ساعات رسميا سحب ملف مدينة بودابيست من الترشح لأوليمبياد 2024 لينتصر صوت العقل في دولة تعاني الكثير من الازمات الاقتصادية وتحتاج هذه المليارات من الدولارات التي تحتاجها تنظيم الاوليمبياد إلي المشروعات القومية والتنموية التي تسهم في احداث طفرة اقتصادية في كافة المجالات الصناعية والزراعية والعلمية من أجل الارتقاء بمستوي معيشة المواطن المجري وأعتقد أن تلك الحقيقة والتجربة العملية يجب أن تكون درسا لاتحاداتنا الرياضية بعدم الجري وراء تنظيم البطولات في لعبات ما أنزل الله بها من سلطان اللهم إلا حرص مسئولي الاتحادات المصرية علي التسلل عبر هذه البطولات إلي المناصب الدولية بينما 99% من البطولات التي تنظمها تتعرض لخسائر مالية فادحة تتحملها ميزانية الدولة رغم الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها البلاد.. ولعل تصريح المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة أثناء حضوره اجتماع لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب يؤكد هذا الواقع حينما أعلن ان تنظيم البطولات الرياضية بات يشكل عبئاً كبيراً علي ميزانية الدولة نظرا لعدم قدرة الاتحادات علي تحقيق أرباح حيث تتسبب هذه البطولات في خسائر مالية فادحة خاصة مع تحرير سعر الصرف للعملة الصعبة أن مقولة انها تشجع السياحة فهذا كلام فاضي وضحك علي الدقون.. وارجعوا لحجم الخسائر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف