رضا محمد طه
لهم حسابات ومقاييس مختلفة
أتحدث عن بعض المسئولين في مؤسساتنا الذين لديهم تصورات وحسابات ومقاييس في بعض المسائل والمشكلات التي تواجه المجتمع، بعضها مصيري ويمس مستقبل وحياة المواطنين، فنجدهم يتخذون قراراتهم وحلولهم علي مقاييسهم تلك، والتي قد تثبت النتائج أنها كانت خاطئة، لكنني أتساءل عن جدوي ما نكتبه أو يكتبه المتخصصين في مقالاتهم حرصاً وغيرة علي مصلحة بلدهم، والذين غالباً ما كانوا يدقون نواقيس الخطر في مسائل ومشكلات عديدة وقرارات غير صائبة ومتخبطة صدرت من بعض المسئولين في وقتها، لكنهم كانوا كالذين يصرخون في البرية أو بالبلدي "كالذي يؤذن في مالطة"، مثلاً ما أكثر ما كتب البعض وبح صوته مشيراً لضرورة إصلاح وتطوير العملية التعليمية، لكن البعض ممن لديهم القرارات في ذلك أهملوا ذلك الكلام ولم يلقوا له أهمية، وغاب عنهم أن إصلاح التعليم سوف يكون كالقاطرة التي يتحرك معها إصلاحات ومشكلات كثيرة أخري في مجتمعنا منها التطرف والإرهاب وفساد الأخلاق والسلوكيات الشاذة خاصة بين الأجيال الجديدة. في ذات السياق وعلي النقيض، فإن البعض من بهلوانات الفضائيات أوالمنافقين وحملة المباخر من بعض الكتاب المأجورين، الذين يتولون الدفاع بالباطل عن قرارات خاطئة لبعض المسئولين، ولا يكتفون علي ذلك بل أن بعضهم يقوم بالهجوم علي من يكتب أو يقول الحقيقة، وقد يتهمون من يخالفهم في الرأي أحياناً بالتآمر أو الخيانة أو أنهم ثلة من الحاقدين والمرضي النفسيين وغيرها من السلسة الطويلة والتي حفظناها من كثرة تكرارها. أحد الكتاب كتب مقالاً اليوم 3/3 في إحدي الصحف المعروفة وهو لا يدري يضرويُحرج الرئيس عنوانه "السيسي مجوَّعك....إعمل ثورة وإشربها علي معدة فاضية"، ثم إستطرد في مقاله وتبجح إلي أبعد حد حيث وصف ثورة يناير بأنها "خراب" لأنه-من وجهة نظره-قد فجرت كل عورات المواطن المصري من فوضي وإنفلات وتنبلة وقلة أدب، لا أدري هل تلك الجرأة التي تظهر في كلام الكاتب هذا لها علاقة ببراءة مبارك؟. إعلامي آخر معروف يكتب ويقدم برنامج علي إحدي الفضائيات الجديدة، عبر عن زحام المصريين أمام مول قد إفتُتِح أمس، قائلاً "الشعب المصري عنده إنفصام"، وذلك كما جاء في صحيفة الوطن اليوم 3/3، أؤلئك الذين يسبون المواطن المصري بصورة فيها وقاحة وتجرأ لا يدرون أن هذا المواطن هو السبب في حصولهم علي أجور تصل للملايين شهرياً بالإضافة الي مزايا عديدة لا يستحقونها، ومن ثم يعيشون في رغد وبغددة علي قفا هذا المواطن الضحية!!!.