الأخبار
محمد فتحى
الدواعش اللي جنبنا.. كلهم مننا !!
(1)
بداخل كل منا داعشي صغير.. نونو.. يتغذي مع مرور الوقت علي الكراهية وإرهاب الآخرين، إلا من رحم ربي، لكن المشكلة لم تعد فينا وحدنا، بل في الدواعش الذين يحيطون بنا.. عن تجديد الخطاب الديني أتحدث، وهو المصطلح الممجوج الذي يمكن أن تسميه تامر أو وائل من كثرة ما أصبح ركيكاً مهترءاً، بل (ومهزقاً) عند بعض من يستخدموه حين يعتبرون أن التجديد هو ( لبانة)، أو حين يعتقدون أن ( الخطبة الموحدة) هي الحل، أو حين ينبرون للدفاع عن تاريخ مؤسسة عريقة مثل الأزهر غير عابئين بتراجع دورها الحالي، أو حتي عندما يفرضون رؤيتهم وكأنها لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، والنتيجة النهائية كارثة.. النتيجة أن أغلب من أعرفهم من أصدقاء العمر الذين فرقت بيننا الأيام والظروف والأحداث، بل وأغلب من أحتك بهم في نطاق عملي وقعوا تحت تأثير تطرفين..
تطرف ديني جعل من بعضهم محتكرين لله ورسوله ومنا كفرة أو زنادقة أو مقصرين وجهلة علي أقل تقدير، وتطرف لا ديني جعل شباباً لا حصر حقيقي لهم - تخيل لا أحد يعمل بحق علي هذا الملف عمل محترم - جعل الإلحاد موضة، فيما يشارك بعض المشايخ والدعاة والهيئات الرسمية بدفع الناس إلي هذه المنطقة، وتنعقد المؤتمرات، واللقاءات، والندوات، ثم..... ثم لا شئ..
نفس الكلام، نفس التكرار، نفس المهزلة
(2)
تحت مسميات وصفات عديدة، وفي ظروف متباينة، عرفت الكثيرين ممن ظهروا ليخبرونا ماذا قال الله وماذا قال رسوله. عملت مع بعضهم، وصادقت بعضهم، لدرجة جعلتني أقترب منهم وأري من فيهم مظهره مثل جوهره، ومن منهم (بوجهين).
راقبت كثيرين منهم عن قرب، وعن بعد، واختلفت مع بعضهم، بل ولا أخفيك سراً أنني كرهت بعضهم، لكنني أعترف في الوقت ذاته أنني تأثرت ببعضهم في فترة من فترات حياتي، مثلما تأثر جيل لم يجد من يحنو عليه في الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقت دخل الأزهر الفريزر، ودخلت الدعوة إلي الله عالم البيزنس، وأصبح مسمي (داعية) منتشراً، إلي أن تم ابتذاله، بعد صراع مع لقب (الشيخ)، دون أي (علم) حقيقي، أو تأثير عميق وجذري يغير ويجدد في هذه الأمة التي تنتظر كل مائة عام من يجدد لها دينها، ووجد الإعلام بضاعته في كثيرين أساءوا إلي دين الله أكثر من أعدائه، وفرح آخرون بلحي طويلة أو عمائم عالية، ثم صرخ الجميع معلنين أن الخطاب الديني بحاجة إلي تطوير !!
دخل كثيرون منهم لعبة السياسة، وأصبح بعضهم شيوخاً للسلاطين، وأحب بعضهم الكاميرات، وكانت النتيجة أن كثيرين فقدوا ثقتهم، ليس في هؤلاء فحسب، لكن في الدين نفسه، وقت أن توقف من نصبوا أنفسهم المتحدثون الرسميون باسمه عن طرح (مشروع) حقيقي يلائم هذا العصر، أو رؤية تعكس إدراكاً لفقه الأولويات، وواجب الوقت، أو انحياز لدين الله وليس لجماعة سياسية باسم الدين، وهو يهوي بالدعوة كلها إلي قاع أفرز لنا داعش وأخواتها في طرف، وإلحاداً حقيقياً مخلصاً في طرف آخر، وبقينا نحن نمصمص الشفاه، ولاينزل كثير منا إلي صلاة الجمعة إلا متأخراً، لأنه لم يعد يثق في خطبة الجمعة نفسها، ويريد أن يؤدي فرض الله، إذا أداه، ثم يعود مسرعاً لمواصلة حياته أو الاختباء منها.
هكذا أصبح الدعاة عبئاً بدلاً من أن يكونوا إصلاحاً، ومخدراً موضعياً بدلاً من أن يكونوا علاجاً، وبات الدين مشكلة مع إنه في الأساس حل، وكل ذلك لأننا افتقدنا المعني الأهم.. (المشروع) وافتقدنا مع وضوح الطريق، غياب الطريقة
(3)
الدواعش فينا بس ربنا هادينا !! وسيظلون هكذا طالما الإرادة أقوال، والأفعال صفر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف