الأخبار
جلال دويدار
تبرئة القضاء لمبارك تفضح مؤامرة الجماعة
»قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا»‬. في اطار هذا المعني الروحي علينا ان نؤمن ان العدل من عند الله وانه القادر علي العقاب والمحاسبة والتبرئة. في هذا الشأن كانت هذه النهاية لسنوات التجني والظلم التي طاردت الرئيس الاسبق مبارك منذ اندلاع ثورة ٢٥ يناير التي لم يكن من هدف لاندلاعها سوي اصلاح المسار.
لا أحد يملك ان يقول ان هذه الثورة لم تكن علي صواب أو خطأ سوي التاريخ.. ولكن الذي يجب ان يقال والذي قلناه أنه قد تم السطو عليها من العملاء والمأجورين الذين تولوا تسليمها لجماعة الارهاب الاخواني. في ظل هذه السيطرة الاخوانية تم تحويل مسار هذه الثورة بتعليمات من قوي أجنبية- علي هذا الاساس فانها تعرضت للانحراف لتحقيق هدف تدمير وتخريب مصر.
ثبت يقينا ومن خلال تطورات الاحداث ان الشباب الذين قاموا بالثورة - لهدف نبيل وهو الاصلاح- جري ابعادهم تماما من علي المسرح بعد عملية الاستيلاء عليها. أدي ذلك الي ان لا يبقي في الصورة سوي العملاء والسائرين في ركب جماعة الارهاب الاخواني. استغرق عرض هذه المسرحية السوداء في تاريخ مصر ٣٠ شهرا استوعب الشعب خلالها حجم وفداحة الشرك الذي وقع فيه. جاءت الصحوة بثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ للخلاص من تسلط هذه العصابة. لا احد ينكر ان هذا الدمار والخراب الذي اصابنا خلال هذه الفترة اجبرنا علي ان ندفع ثمنه. ما دفعناه يساوي اضعاف اضعاف ما كان يستوجب علينا دفعه من تضحيات لتنفيذ اهداف ثورة ٢٥ يناير الداعية للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي المبادئ التي تضمنتها اهدافها.
هذا الانحراف الذي لحق بالثورة وما صاحبها من انحطاط اخلاقي وسلوكي وفكري استهدف انهيار الدولة المصرية. خلال هذه الحقبة كانت اصوات الانتهازيين الاعلي صوتا تملأ الدنيا بالاتهامات والقصص الوهمية. ساهم في تفاقم هذه الاوضاع حالة الانحطاط التي تملكت الاعلام بكل وسائله. حدث ذلك نتيجة الانحراف الاخلاقي وغياب المهنية والامانة والمصداقية.
امتلأت الساحة بمدعي البطولة والثورية لنعيش في هذه الايام السوداء فريسة لارهاب الاكاذيب والافتراءات. شهدنا افرادا من هذه العصابة تجمع بين الطيب والسيئ في سلة واحدة تحت رحمة الاتهامات الكيدية. ضاعت اصوات وشجاعة الشرفاء الذين بذلوا كل ما يستطيعون لاظهار الحقيقة ولكن بدون جدوي في مواجهة تيار الكذابين والانتهازيين والجهلة الحاقدين.
كان الهدف الرئيسي للسيطرة علي مفاصل الدولة المصرية.. المخطط الاجرامي الجهنمي.. القائم بشكل اساسي علي توجيه الاتهام للرئيس الاسبق حسني مبارك بالضلوع في قتل متظاهري الثورة. لم يستمع احد صرخات المتواجدين علي الساحة بان هذا القتل الذي كان ضحاياها شهداء ابرياء تم بتدبير الأذناب والمنتمين للجماعة الارهابية. عملت الابواق المأجور للتغطية علي الواقع الذي يؤكد ان افرادا تابعين للجماعة انتشروا في ميدان التحرير وفوق اسطح مبانيه لاصطياد هؤلاء الضحايا الشهداء حتي يلصقوا التهمة بمبارك ورجال الشرطة.
لم يقتصر الامر علي الترويج لرواية قتل الشهداء بل امتد من جانب هذه الابواق الي توجيه الاتهام بسرقة ملايين الجنيهات من اموال الدولة ووضعها في حسابات بأحد البنوك الوطنية في حي مصر الجديدة. تبين بعد ذلك بالتحقيق القضائي وشهادة محافظ البنك المركزي ان هذه الملايين مسجلة باسم منشأة عامة حكومية وليست باسم هذا الشخص المتهم بدون وجه حق الذي لم يكن سوي حسني مبارك.
هكذا وبعد ست سنوات من التداول والنظر امام كل درجات قضائنا العادل الشامخ اراد الله ان تظهر الحقيقة بإنصاف كل من تم اتهامهم وتبرئتهم. جري ذلك وفقا للمستندات والدلائل والشهود ويقين القضاة بهدي وارادة المولي عز وجل. اذا كانت الارادة الالهية قد كتبت تبرئة مبارك وكل الذين كانوا معه من اتهامات جائرة فانه.. ولا شك كان وراء معاناتهم طوال هذه الفترة العصيبة سبب لا يعلمه الا الله. كان عليهم ان يكفروا عنه.
ليس هناك ما يقال امام هذه النهاية القدرية لهذه الازمة التي عاشها الرئيس الاسبق حسني مبارك سوي »‬جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا».. وكله بأمر الله. علينا أن نكون دائما علي ثقة في عدالة السماء التي لابد انها ستكشف المستور يوما وتفضح المجرمين الحقيقيين الذين كانوا وراء استشهاد المئات الذين راحوا ضحية هذه الثورة.
كان يمكن للرئيس حسني مبارك أن يجنب نفسه ويجنب مصر كل هذه المعاناة الأليمة اذا كان قد اختار مغادرة الوطن إلي مستقر آمن ولكنه لم يفعل ذلك توافقا مع انتمائه الوطني وعناده وايمانه بأنه برئ من كل الاتهامات التي وُجهت إليه بقتل المتظاهرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف