ما يجري في سيناء من إرهاب مخطط لإشغال مصر عن تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية واستقلال القرار الوطني وهو في ذات الوقت محاولة تغييب مصر عن القيام بدورها الريادي علي المستوي العربي والإقليمي والدولي.
كلما انطلقت بشاير التنمية وأرسيت قواعد المشروعات العملاقة وظهرت بشاير الإنجازات وكلما لاحت دعوات استدعاء مصر كي تأخذ مكانها الطبيعي في إدارة أزمات العالم ولعب دورها الطبيعي وتوثقت علاقاتها مع قوي التوازن الدولي اندفعت وتيرة الأعمال الإرهابية إلي معدل غير مسبوق.
لا ننسي ما حدث للعلاقات المصرية ـ الروسية عندما وصلت إلي مدي متقدم جداً من التنسيق والتعاون السياسي والاستراتيجي والاقتصادي والعسكري في أعقاب انتخاب الرئيس السيسي أبت قوي الشر المتربصة لمصر أن تترك علاقات البلدين تتطور وتتوثق أكثر وتتعزز نتائجها الإيجابية وتنعكس ثمارها علي الوضع الداخلي وعلي دور مصر الخارجي ففجرت الطائرة الروسية فوق سيناء.
وأبت قوي الشر أيضاً أن تري تنامي علاقات الاخوة بين مصر والسعودية تثمر في جميع المجالات وتعود بالمنفعة علي الشعبين دست الوقيعة بينهما وحاولت عرقلة المسيرة الطيبة والدافئة بين الشقيقتين.
القيادة المصرية الحكيمة نجحت في تجاوز حقول الألغام المزروعة في طريق إنماء وتعزيز علاقاتها شرقاً وغرباً.. وحمت الجبهة الداخلية من قنابل الإرهاب وتغلبت بفضل تحركاتها علي جميع الأصعدة في التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية وخفض سعر الدولار ورفع احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية.
لكن أي نجاح أو أي استقرار في مصر لا يروق للفئة الباغية بذراعيها الداخلي والخارجي وبوجهيها الديني والسياسي فتتحرك لتفريغ أي تطور اقتصادي أو سياسي أو إنجاز أمني في مواجهة الإرهاب من مضمونه ويسعي مشغلوها لاستثمار أية حادثة علي قلة أهميتها لتضخيمها بسلاح الإعلام المزور والمزيف لترويج معلومات مضللة لتشويه الوضع العام أمام العالم.
عندما نقرأ الصورة علي هذا الحال بعد نجاح قواتنا الباسلة في تنظيف جبل الحلال في سيناء من الإرهابيين نستطيع أن نفهم ما حدث لبعض الاخوة المسيحيين في العريش ومن وراءها ودوافعهم ولماذا كل هذه الهمجية والإجرام في تعامل الإرهابيين مع ضحاياهم بالحرق قتلاً والتعذيب ذبحاً لإيصال رسالة تثير الضجيج في الاعلام الخارجي الذي يتاجر بقضايا الأقليات لأهداف استعمارية وصهيونية لا تتمني أن تري مصر بهية وعفية.