الجمهورية
فريد إبراهيم
من وحي مؤتمر الحرية والمواطنة
توقفت طويلاً أمام ما قاله الإمام الشيعي الكبير أحمد قبلان رئيس المجلس الشيعي الأعلي في لبنان وهو يقول في مؤتمر الحرية والمواطنة بالأزهر الشريف: انني رجل شيعي أقول لكم الأزهر يمثلني وهذا ما عليه النجف وقم "يقصد المراجع الشيعية الكبري في العراق وإيران".
فقد أخبرنا القرآن العظيم وأمرنا برعاية وحدة الأمة في قوله تعالي: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" والوحدة هنا لا تنفي التنوع أو تعدد الحكومات مثلاً لكن تنفي التصارع والتقاتل أو التعاون مع أعداء الأمة وتنفي ترك المتقاتلين من أبنائها دون تدخل يرأب الصدع ويحقن الدماء وتنفي الاغراب يديرون مشاكلنا.
تداعي لذهني وأنا أجلس في قاعة المؤتمر مستمعاً لهذا الشيخ الشيعي الذي يستظل بمظلة الأزهر ويؤكد انه مرجعية للجميع كان يقول مصر الأزهر.. كيف يكون هذا الشيخ علي هذا الإيمان بالأزهر وبعلمه وعلمائه في وقت يسهر البعض من أبناء مصر علي هدم هذا الصرح العظيم ويحرص علي تقزيمه والتخلص منه وإهانته وتهميشه والتطاول علي شيخه ويستخدمون في ذلك شتي الوسائل حتي غير المعقولة فيطالبون بإقالة الإمام الأكبر وهو ما يتعارض مع نظام تولي الشيخ الذي يظل في المنصب مدي الحياة بل يطالبون بحل هيئة كبار العلماء ولا يتورعون عن اتهام الإمام بالأخونة وكذلك هيئة كبار العلماء وبعضهم يبلغ في تطرفه مبلغا عظيما فيتهم هذه القلعة التي تخدم العالم أجمع وتحمي الوسطية بأنه مفرخة للإرهاب فيستعدون العالم الغربي عليه.
لا يتوقف الأمر عند ذلك وإنما يدقون الاسافين بين الرئيس والإمام الأكبر.
ويصبح السؤال: ماذا لو سقط الأزهر لا قدر الله كمؤسسة علمية تعليمية تنشر الوسطية ويحج إليها من أنحاء العالم أكثر من أربعين ألف طالب فضلاً عن الطلاب المصريين؟ ماذا يتبقي لنا كمصر في العالم الإسلامي الذي لا يعرفنا الكثيرون منه إلا بالأزهر؟ ولماذا يحرص البعض علي تدمير قواتنا الناعمة المتمثلة في الأزهر وعلمائه والذين تخرجوا فيه في أنحاء العالم؟
ولا ينسي العقلاء كيف أفادت مصر من الأزهر في افريقيا وآسيا في عهد الرئيس عبدالناصر الذي لم يجد منبراً يخاطب به العالم الإسلامي والعربي في العدوان الثلاثي علي مصر سوي منبر الأزهر فناشد الأمة من عليه مواجهة هذا العدوان.
ليس هذا فقط وإنما لم تستطع جهة من جهات هذا البلد أن تجمع الفرقاء في لحظات المحن بعد ثورة 25 يناير في رحابها إلا الأزهر.
فماذا يريدون بمصر؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف