- ما الذي جري لجهاد جريشة؟!!
- في نفس هذا المكان.. وبنفس هذا القلم كتبت كثيراً عن جهاد جريشة "منقذ سمعة التحكيم المصري".. الحكم الوحيد الذي رفع رأسنا محلياً وإفريقياً وعالمياً.. منذ أيام قليلة كان الحكم الافريقي الأول الذي اختاره الاتحاد الافريقي "الكاف" ليدير مباراة افتتاح بطولة الأمم الافريقية وكان مقرراً أن يكون أحد حكام المربع الذهبي لولا صعود مصر المفاجئ لهذا المربع.. ومن قبل ومن بعد أدار أهم مباريات الاتحاد الافريقي لإنهاء الموسم الحالي.. ثم لا ننسي أنه واحد من أهم عشرين حكماً في العالم!!.. تم اختياره ليحضر فترة تدريب ومحاضرات الاتحاد الدولي قبل مونديال 2018 في روسيا بأيام.
حينما اشتد الصراع علي قمة دوري الموسم الماضي.. وكانت هناك ثلاث مباريات "حساسة" تقرر أن يدير جهاد جريشة الثلاث مباريات ورا بعض بين كل مباراة والأخري يوم واحد.. منتهي الثقة.. ماذا حدث إذن أول أمس؟!!
عادة.. أصبحت مقلاً جداً في متابعة المباريات ومشاهدتها!!.. ولكن يوم الجمعة أول أمس تليفونات كثيرة تسألني عن رأيي في مباراة الزمالك والمقاصة.. يا جماعة منذ مدة ليست قصيرة لم أعد أشاهد أي مباراة محلية.. خير؟؟.. خير إيه.. الحق التحليل الفني؟؟.. لتري ماذا فعله الحكم الذي أصعدته إلي السماء السابعة!!
- نعم حقيقة.. ماذا حدث لأحسن حكم عندنا؟؟
- ثلاث ضربات جزاء واضحة.. خاصة ضربتان منها.. هناك ضربة جزاء من لاعب المقاصة ذراعه إلي آخر ليمنع الكرة من دخول المرمي!!.. لحق الكرة من فوق الخط!! تصوروا.. لو كان "عم مليم" عامل حجرة الملابس حكماً لاحتسب ضربتي جزاء علي الأقل!! شيء في منتهي الغرابة.. والحكم هو حكم مصر الأول وحكم افريقيا الأول وأحد أحسن حكام العالم وعددهم عشرون حكماً.. ماذا جري له؟؟!!
يقولون إن لأي شخص يوم يكون غير موفق فيه سواء في عمله أو حتي في سلوكه العادي!!.. يوم يسمونه في العالم "أُف داي" OFF DAY ايضا اللاعب والحكم لهما احياناً هذا "الأف داي".. ولكن "الأف" بتاع اخونا جريشة "أف وأف وأف"!!
نصيحة عزت العشماوي الدائمة لأي حكم صباح يوم المباراة هي:
- هل أنت مستعد نفسياً؟؟.. ممكن تعتذر عندنا بديل.
- هل هذا يحدث الآن؟؟.. أشك.
بقي سؤال:
هل ممكن إعادة المباراة كما يطلب نادي الزمالك؟؟
الإجابة: مستحيل.. قانون الكرة صريح.. إذا انتهت المباراة بعد لعب تسعين دقيقة علي شوطين بينهما استراحة ربع ساعة والحكم اعتمد النتيجة.. مستحيل إعادة المباراة مهما حدث طبقاً للقانون!!
هناك قصص عديدة مشهورة جداً في هذا الشأن.. لعل أشهرها مباراة "الأهلي والترام".. حينما قرر حيدر باشا رئيس اتحاد الكرة إعادة المباراة بدون جمهور في طنطا بدلاً من ملعب الأهلي.. ورفض عبود باشا السفر إلي طنطا واعتبر الاتحاد الأهلي "منسحباً" فتقرر إلغاء كل نتائج الأهلي ونزوله إلي دوري المظاليم وصعود أحد الفرق التي هبطت إلي الدوري الممتاز.. وتدخل أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي وتم إلغاء قرار الهبوط.. وفي أول اجتماع لمجلس إدارة الأهلي احتج فكري باشا أباظة وكيل النادي أولاً لأن عبود باشا تصرف باسم النادي دون الرجوع لمجلس الإدارة وأن فكري باشا كان يفضل نزول الأهلي إلي دوري المظاليم لأن الجمهور سيترك الدوري الكبير ويشاهد دوري المظاليم مع الأهلي وفي هذا فائدة للأهلي ولمصر كلها.. ذكريات.