هناك علامات مميزة في كل ناد وصور مضيئة جدا يتذكرها التاريخ علي مر العصور.. لأنها تعطي بسخاء دون النظر للمقابل خاصة في عصر الاحتراف والذي طغت فيه المادة علي المبادئ.. تجد هؤلاء دائما يلبون النداء دون تفكير ومهما كلفهم ذلك من اضرار.. ومن هؤلاء الكابتن فتحي مبروك وهو رمز من رموز النادي الأهلي ومن العلامات المضيئة في تاريخ هذا النادي الكبير والعريق منذ أن وطأت اقدامه المستطيل الاخضر لاعبا في الناشئين حتي صعد للفريق الاول بكفاحه واصراره.. وشارك مع ناديه في حصد البطولات المختلفة خاصة وانه من الجيل الذهبي.. وعندما انخرط في سلك التدريب حقق نجاحا كبيرا ولذلك اختاره الراحل الكبير الكابتن محمود الجوهري مدرباً للمنتخب الوطني الأول وأدي واجبه علي الوجه الأكمل ويكفيه فخرا انه كان ضمن الجهاز الفني للمنتخب في كأس العالم ..1990 وفتحي مبروك صاحب سلوك قويم ويتمتع بحب شديد من جميع الأندية واللاعبين ولم أسمع من هذا الرجل المخلص في أي يوم انه تمرد علي ناديه أو أن له خصومات مع أندية أخري.
أو له مطالب مالية.. بل يعمل في صمت وانتاجه واضح في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي.. وقدم للكرة المصرية نجوم علي أعلي مستوي إنه خبير كروي بمعني الكلمة حتي عندما يتم استضافته لتحليل المباريات نجده صاحب آراء صائبة في الساحرة المستديرة.
وفتحي مبروك دائما هو المنقذ للنادي الأهلي في الأزمات.. لا يتأخر أو يتردد لحظة في تلبية النداء.. في الموسم الماضي لبي نداء ناديه وحصد بطولة الدوري وقدم مجموعة كبيرة من الناشئين امثال رمضان صبحي وتريزيجيه وكريم بامبو.. ولكنه لم يكمل المشوار بعد النجاح الساحق لأن وجة نظر مجلس الإدارة تكليف أجنبي لقيادة الفريق فترك مبروك المهمة ولم يثر أي مشكلة وعاد إلي قطاع الناشئين وكان حزينا عندما لا يجد الوجوه الجديدة التي قدمها لا تشارك في المباريات في عهد جاريدو الذي فشل فشلا ذريعا مع النادي الأهلي.. ولذلك تمت اقالته.
ورغم ان الاتجاه الأول للنادي كان التعاقد مع حسام البدري وهو من أفضل المدربين في مصر وصاحب خبرة طويلة.. ولكن الرياح لم تكن في صالح البدري لتمسك اتحاد الكرة به ولذلك تحولت بوصلة مجلس الادارة إلي رجل الانقاذ الاول وصاحب المهام الصعبة الكابتن فتحي مبروك فلم يتردد بل وافق دون أي شروط وفي اليوم التالي قاد التدريب.. وبعد ذلك قاد الفريق للفوز علي النصر حيث نجح في إعادة التوازن النفسي للاعبي الاهلي ولذلك لابد من تحية هذا الرجل المحترم جدا في الوسط الكروي وصاحب التاريخ النظيف والسجل الناصع الحافل بالانجازات وأقول لابد من إعطاء فتحي مبروك فرصة لقيادة الفريق لمدة موسم واحد وبإذن الله سيحقق نجاحات كبيرة.
وأتذكر جيدا عندما كنت مندوبا للمساء في نادي الزمالك خلال السبعينيات والثمانينيات كانت تحدث أزمات كروية في ظل نتائج لا يرضي عنها الجمهور.. ويتم إقالة الجهاز الفني الأجنبي.. ونجد المنقذ الراحل العظيم حنفي بسطان يتولي المسئولية لمدة لا تزيد علي اسبوع أو اسبوعين علي أكثر تقدير يقوم في هذه الفترة بإعادة التوازن النفسي للاعبين ويعرفهم طريق الانتصارات ولا يتحمل الاستمرار ويأتي مدرب آخر يتولي المسئولية بعد أن يكون حنفي بسطان قد أزال له كل أسباب التوتر نموذج لا يتكرر اطلاقا ونادر الوجود الآن.. ولكن اصحاب العطاء دائما لا ينظرون إطلاقاً لمصالحهم الشخصية.. ولكن حب أنديتهم مزروع في قلوبهم رحم الله الصخرة السوداء الكابتن حنفي بسطان الذي ترك فراغا كبيرا في نادي الزمالك رغم رحيله منذ أكثر من عشرين عاما.