الجمهورية
حميدة عبد المنعم
نبضات فكر .. تربية الأبناء إلي أين؟
كيف نربي أولادنا تربية صحيحة؟ ولماذا يفشل بعضنا في تربيتهم؟
تعرف التربية بأنها من ربي الشيء أي جعله تحت نظره "ينمو" والربا هو الشيء الزائد. والقضية أن الطفل يولد وهو مهيأ للتعقل ولتحقيق هذا التعقل يتواجد فيه أربعة عناصر وهي "العقل. وسلامة الحواس. والواقع الملموس. والمعلومات السابقة" والعقل هو الذي يحكم علي الموقف بتفكيره وفكره وسلامة الحواس مثل السمع والبصر والشم وغيرها من الحواس التي تؤهل الفرد بالإحساس واللمس لتلك الأشياء.. والواقع الملموس هو وقوع حدث في "زمان ومكان ما" أما المعلومات السابقة فهو ما تم تخزينه في العقل عن هذا الشيء مثل الألوان مثلاً هذا أخضر وذاك أحمر أو بلد يمثل مكانا وحادثة تمثل زمنا ما وهكذا. والإنسان الذي ليس لديه معلومة أو ليس لديه ذاكرة وتخزين لشيء لا يستطيع أن يفكر ولا يملك ايضا استنباط ردود أفعال علي ذلك الموقف ولا يستطيع أن يكلف بشيء ولهذا فالمجنون غير مكلف. والطفل ايضا غير مكلفا لأنه يفتقد أحد تلك العناصر الأربعة أو أكثر من عنصر معاً. وعندما يبلغ الطفل يصبح مكلفا لأنه في تلك الآونة يعرف الحلال والحرام والرغبة هنا تقول له افعل ولكن العقل يرفض لأن ذلك ضد الدين والقانون وهنا يصبح مكلفا.. والطفل منذ ولادته يحاول فهم اللغة التي تدور حوله وتخزن بعقله وعندما يكبر يسترجع كل ما في الذاكرة سواء كان إيجابياً أو سلبياً فمثلاً عندما يشاهد الطفل أحد أبويه بالمنزل ويقول الأب إنه غير موجود!! يخزن ذلك عنده وهنا أولي لبنات الكذب في شخصية الطفل وهذه العبارة تبني عنده خلاف الكذب "الخوف والمصلحة" ولهذا يقال دائماً كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته لنأخذ في الاعتبار تلك المواقف التي نظن أنها بسيطة وتكون لنا شخصية غير سوية.
والحواس والمعرفة والمعلومات مسئولة عن الإدراك والاستنباط من المعلومات السابقة كل هذا يؤدي إلي تفكير جيد ولكن المعلومات المغلوطة التي نعطيها لأبنائنا ثم عندما يكبر نقول لهم إن هذا خطأ يحدث عنده ارتباك في الشخصية ونربي لدي أولادنا بتلك المعلومات المغلوطة "الغيبة والنميمة والحسد والحقد" لأن لديه معلومات مخزنة تمدح تلك الأشياء ولا ترفضها ولكن عندما نوحد حينما نقول وما نفعل تكون الشخصية سوية ولهذا نحب في موروثنا الشعبي عند اختيار زوج أو زوجة يقال له تزوجها "دي من بيت طيب أو بنت ناس" أي تربت علي فعل ما نقول وليس العكس فالعقلية السليمة في التربية ينشأ عنها نفس سليمة في التربية والمعلومات والاستنباط والتفكير.. ولكن عندما يري مثلاً الأبناء أن أباهم يقوم بضرب أمهم وهذا "عنف" أو يضربهم بقسوة يترجم بنفس الشكل عندما يتزوج مع زوجته أو أولاده. وإن كانت فتاة عندما تصبح أما تقوم بضرب الأبناء علي أي شيء وليس الضروري منه ويصبح لدينا طفل عدواني ومجرم بالاصالة!!
أما الشخصية السليمة فلا إفراط ولا تفريط في أدائها وتسير علي الصراط المستقيم لتحقيق الهدف وهي أسرة سعيدة.. والإرهاب الحالي هو نتيجة تنشئة غير سليمة وقد نهت الأديان السماوية عن تلك الأشياء في تربية أولادنا وهي "القيل والقال وكثرة السؤال وضياع المال" لأن هذا يجعل الشخصية تنصرف عن مسارها الطبيعي. ولأن الناس اليوم أصبح الكثير يدلي بدلوه دون علم ومعرفة في أشياء عدة حتي وصل ذلك إلي الدين فكثرت الفتاوي والأسئلة لأن الناس مشوشة مما يدور حولها ولتأكيد ذلك نجد مثلاً الإمام محمد عبده أمضي مفتيا لدار الإفتاء المصرية حوالي 6 سنوات سئل فيها 990 سؤالا: وبعده بمائة عام كان الشيخ علي جمعة مفتي الديار 2005 وكان يسأل نصف مليون سؤال في الشهر!! وليس هذا لكثرة عدد السكان فحسب وإنما ايضا لضياع الأسس السليمة في تربية أبنائنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف