عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. رحم الله ثريا الحكيم
في فترة ما.. خلال الأربعينيات والخمسينيات. دخل كلية الحقوق. جامعة فؤاد الأول. بعض الفتيات. نجحن وتألقن ونبغن. وأصبحن جميعاً من المشهورات في مختلف المجالات.. بعضهن احترفن السياسة والصحافة والأدب. وأخريات دخلن السلك الديبلوماسي. وأصبحن سفيرات.. وعدد قليل اشتغلن بالمحاماة. وأصبحن من أشهر أعضاء نقابة المحامين.. حتي هؤلاء الذين بدأن حياتهن ربات بيوت. أصبحن رؤساء جمعيات خيرية كانت من أشهر الجمعيات. سواء خلال الحكم الملكي. أو بعده.
السيدة الفاضلة الأستاذة الكبيرة. ثريا الحكيم. المحامية الناجحة. أسست القسم القضائي لجريدتنا "الجمهورية" منذ بداية صدورها في ديسمبر 1953. حينما كانت "الجمهورية" في 11 شارع الصحافة أمام "أخبار اليوم".. وانتقلت مع "الجمهورية" إلي الدار الثانية عام 1954. في 24 شارع زكريا أحمد.. قامت بالعمل القانوني بكافة صوره.. أي اتفاقات أو دعاوي أو أي مشاكل.. قامت بكل العمل وحدها فترة غير قصيرة. ثم اختارت فريقاً من شباب المحامين ليعمل معها.. وكانت من المأثورات عنها أنها لم تخسر قضية طوال عملها.. وهو ربما لم يحدث لأي محام أو محامية من قبل.. ولا من بعد.. كانت السيدة الفاضلة صاحبة الخلق القويم. ابنة الأصول. وأخلاق زمان.. كانت ثريا الحكيم تدرس القضية. فإذا كان لأحد حق ما تنصح الإدارة بإعطائه هذا الحق الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.. فالأحسن والأقوم أن يأخذ كل ذي حق حقه.. كانت محامية بأخلاقيات القرية علي رأي أنور السادات.
أردت أن أكتب ولو جزءاً صغيراً من حقها علي دار قضت فيها أجمل سنوات عمرها.. ثم تركت هذه الدنيا الفانية لتلقي وجه رب كريم وجنة نعيم.. تركت دنيا تغيرت ولم تعد لتعرف قمم الماضي ولا شوامخ أجيال لن تتكرر. قالها مصطفي أمين.. كتب مليارات الصحف والأعمدة.. كتب عن كل الناس وعن كل المشاكل وعن كل مظلوم وكل ظالم. وكل شيء.. وبعد وفاته لو قرأ بناته صفحة واحدة يبقي كتر خير من كتب!!
عزائي وعزاء كل "الجمهورية" للوزير عادل عبدالباقي. رئيس البنك العقاري سنوات. ورئيس اتحاد كرة اليد. خلال البطولات الدولية. رئيس نادي السيارات حالياً.
انتخابات نقابة الصحفيين
كانت مفاجأة لي حينما تم تأجيل الانتخابات.. انتظرت أياماً لأقرأ تعقيباً علي هذا التأجيل.. فهذه أول مرة في تاريخ النقابة لم يكتمل العدد المطلوب في جمعية عمومية مخصصة للانتخابات.. الجمعيات العمومية العادية عادة لا يحضرها كثيرون.. ولكن في جمعيات الانتخابات يحضر كل الأعضاء. وغير الأعضاء.. بل المشكلة أن غير الأعضاء يكونون أحياناً من الكثرة بحيث يضطر بعض الأعضاء أن يفتحوا لهم الحجرات المغلقة لينتظروا فيها النتيجة!!
في حدود معلوماتي.. أعتقد أن هذه أول مرة في تاريخ النقابة لم تكتمل فيها الجمعية العمومية.. وسألت بعض الزملاء فلم يتذكر أحد شيئاً من هذا القبيل.. لقد كان أحياناً أعضاء وغير أعضاء يبيتون في النقابة ليلة الانتخابات!!.. إذا لم تكف المراتب المفروشة علي أرض بعض الحجرات. كانوا يقضون الليل في الحديقة القديمة في المبني القديم.. مرة واحدة.. كان هناك مجرد خوف.. مجرد خوف فقط من عدم اكتمال الجمعية لمقاطعتها لأن صلاح سالم كان قد ألغي الجمعية العمومية وبدأ قيد الأعضاء من جديد.. حتي هذه الجمعية اكتملت!!.. عدم إقبال الأعضاء لأول مرة يحمل معاني كثيرة. لن أخوض فيها الآن.