الأخبار
صبرى غنيم
السفير السعودي.. لماذا لا نقول له شكراً
- أنا أول من اختلف مع السفير السعودي الشيخ أحمد قطان ومع أن الرجل يحمل لقب عميد الدبلوماسيين العرب ويتمتع بحصانة دبلوماسية بالإضافة إلي محبة الشارع السياسي له تقديرا لحنكته السياسية.. كل هذا التتويج لم يمنع من أن تحدث سحابة صيف بين قلم الكاتب ودبلوماسية السفير.. والذي يؤسف له أن بعض الوصوليين كالعادة سعوا لكسب ود السفير علي حساب القيم والأخلاق فراحوا يسخنون الموقف، مع إنني أحترم هذا الرجل حتي ولو حدث تكثيف في سحابة الصيف وتغير شكلها من اللون الأبيض إلي اللون الأسود فمكانته تبقي شامخة لا لأنه أحمد قطان ابن المملكة العربية السعودية الذي تلقي تعليمه في مصر بل لأنه سفير خادم الحرمين الشريفين الذي سيبقي رمانة الميزان في العلاقة بين البلدين الشقيقين.. والشهادة لله أن أحمد قطان في الأشهر الماضية كان داعما للعلاقات بين البلدين وتحركاته أبطلت الشائعات التي كادت تحدث فجوة في العلاقات..
- لذلك سألت نفسي لماذا لا نشكر السفير أحمد قطان علي دوره العظيم في عودة حصة مصر في تأشيرات الحج إلي ما كانت عليه بزيادة ١٦ ألف تأشيرة عن حج العام الماضي.. ولأن الخبر سياسي ومهم لأنه يحمل دلالة علي نقاء العلاقات بين البلدين أبرزت الصحف علي صدر الصفحات الأولي المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف هذا الخبر السار والذي جاء في تفاصيله أن المملكة أعادت حصة مصر من تأشيرات الحج ليبلغ عدد التأشيرات ٧٨ ألفا و١٣٨ تأشيرة حج في حين كان عددها في العام الماضي ٦٢ ألفا و٥١١ تأشيرة بسبب عدم الانتهاء من أعمال التوسعات الجديدة في الحرم المكي.. من الطبيعي بعد انتهاء الأعمال أن يعاد النظر في عدد الحجاج لكن السفير السعودي كان أول السباقين في أن تستفيد مصر بالحصة بعد الزيادة.. هذا العمل ليس جديدا علي السفير أحمد قطان فالنقاء والصفاء هما سمة في هذا الرجل ومن يوم ليوم تثبت وطنيته وحرصه علي تنقية العلاقات من الشوائب التي تصنعها بعض النفوس الضعيفة..
- خلافي مع السفير أحمد قطان لم يمنعني من أن أعطيه حقه كسفير ناجح، فقد قررت أن أنحي خلافي معه جانبا وأنصفه من جانب آخر لأنني لم أتعود أن أري الحق أمامي وابتعد عنه وهذه القيم تعلمناها في زمن العمالقة محمد التابعي ومصطفي وعلي أمين وموسي صبري وجنتلمان الصحافة المصرية سعيد سنبل وإبراهيم سعده، لذلك أشفق علي هذا الجيل الذي لم يجد من يحتضنه من هؤلاء العمالقة حتي يتعلموا أن الصحفي لا يملك قلماً لكن الذي يملكه هو القارئ بمعني أن احترام القارئ في أن يكون الصحفي متجردا من النزوات والعداوات، أي لا يستثمر القلم في التنكيل بالأشخاص لخلاف شخصي، أو لعدم استصاغة شخصية مسئول قد يكون ثقيل الدم أو أنه غير مهضوم، فالقلم بريء من تسطير كلمات عن هذا الشخص في إطار هذا المضمون.. فالقيم أن تجنب خلافاتك، وفي شموخ واعتزاز تتنازل عن كبرياء القلم وتعطي لمن تختلف معه حقه حتي ولو كان بالتصفيق..
- وهنا أتمني من السفير أحمد قطان أن يكون واسع الصدر وبنفس الأسلوب الذي يتعامل به في القضايا الدبلوماسية والتي يصل فيها الحوار إلي تنازلات في إطار حسن النوايا.. يتعامل بنفس الأسلوب مع من يختلف معه، لا يعاقب كل من له صلة بمن يختلف معه أو يعاقب من يلومه أو يعاتبه عندما يكون طرفا في التسوية.. فأنا أعرف عن قطان تواضعه ونقاء سريرته وكون أنه بشر فمن حقه أن يغضب.. وأن يعرف في النهاية أن الخلاف لا يفسد للود قضية وأن أقصر الطرق في التسوية هو أن يقف بك القطار علي محطة العتاب..
- لذلك أقول للسفير أحمد قطان إذا كانت مصر قد احتضنتك صغيرا وأن تتعلم في مدارس دار الطفل وكبرت وترعرعت بعد استكمال تعليمك في الخارج فالأصالة التي أنت عليها وأنت تطبع قبلة علي رأس المربية الفاضلة الدكتورة نوال الدجوي التي كانت سببا في تكوين شخصيتك وهي تحتضنك في مدارسها.. صدقني أنك تكبر يومًا بعد يوم في الرقي والخلق والوفاء ناحية الذين تَرَكُوا بصمة في حياتك.. أنا عن نفسي فخور بهذا الموقف كلما أراك وأنت تلتقي مع » ماما نوال»‬.. يعاودك الحنين إلي سنين مضت، تمثل ذكريات العمر..
- في النهاية اسمح لي أن أقول لك شكرًا علي مواقفك مع وطنك الثاني مصر ومشاعرك الطيبة التي كانت تخمد نيران الحقد علي شموخ العلاقة بين البلدين.. عن نفسي وفقك الله..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف