الوفد
عباس الطرابيلى
التعليم الفنى.. ثانى مرة
الناشط السياسى، الدمياطى، جمال مارية ناقشنى فيما كتبته هنا من يومين عن التعليم الفنى.. وأهمية تنشيط هذا التعليم، الذى كان يراه جيلنا أن من يذهب له هو الطالب الفاشل، الذى لم يحصل على مجموع كبير يؤهله للالتحاق بالمدارس الثانوية!!. ويؤيدنى ـ الآن ـ فيما طالبت به بالاهتمام بالتعليم الفنى.. وأن من الواجب أن نعمل على تغيير العقل المصرى، بأن يترك الاقبال، على التعليم العام.. الذى نعانى من تخمة رهيبة فيه.. مع عجز رهيب فى خريجى المدارس ـ والمعاهد ـ الفنية سواء لتغطية ما يحتاجه السوق المحلى.. أو الأسواق العربية والخليجية وكيف يمكن أن يتحول هذا التعليم الفنى، إلى الدجاجة التى تبيض ذهبًا، كل يوم.. وأنا معه تمامًا..
<< يقول جمال مارية إنه من الذين استفادوا من البروتوكول الفنى الذى وقعته مصر مع المجر، وألمانيا عام 1959.. وكان ذلك بداية اهتمامنا بتطوير التعليم الفنى، أيام الرئيس عبدالناصر، وقال إنه سافر إلى المجر ليكمل تعليمه، ثم تدريبه فى هذه المجالات وعاد بحصيلة رهيبة من هناك، ليس فقط فى التعليم الفنى، ولكن فى انغماسه فى روح العمل ـ فى المجر ـ وفى عشق هذه الشعوب للعمل بلا حدود.
ويضيف أن التعليم الفنى ليس فقط مجالاً للتعليم بعد الشهادة الاعدادية ولكن ايضًا، بعد الثانوية العامة، الفنية أو العامة لأنها أيضًا توفر للبلاد احتياجاتها من المتدربين والمتعلمين المهرة بين درجتى المهندس «زراعى ومعمارى وصناعى» وبين العامل العادى.. أى الذى ينقل للعامل تعليمات المهندس وعلمه ويحولهما إلى واقع عملى تطبيقى.
<< ويقول ـ وهو من أنشط العاملين فى قطاع التنمية المستدامة على مستوى الوطن كله وليس المستوى الإقليمي فى دمياط ـ إن مصر والعالم تمر الآن بمرحلة هامة نحو التعليم الفنى خصوصًا بعد تنامى العصر التكنولوجى الحالى وأصبحت هذه العلوم تحتاج إلى الفنيين وأمامنا معجزة الاتصالات الحالية ونقصد بها «التليفون المحمول» واللاب توب وغيرها مما جعل هذه الأجهزة تحتاج إلى خريجين يتولون اصلاح وصيانة هذه الأجهزة التى باتت تسيطر على كل حياتنا.. حتى الأطفال يستخدمونها وبمهارة أفضل من كبار السن!!
وهذا يقتضى ممن نتمنى اهتمامهم بتطوير التعليم الفنى أن يكون لهذه الفروع مكان للتعليم.. وللتدريب على الصيانة.. وربما تعديلها ولم لا؟! إذ أصبحت هذه الوسائل من أهم وسائل الاتصال فى حياة الناس.
<< وإذا كان مشروع مبارك ـ كول القديم، كما يقول جمال مارية قد تعثر، فإن أمامنا فرحة التقارب المصرى ـ الألمانى الآن، وبالذات بعد زيارة مستشارة ألمانيا انجيلا ميركل فرصة لتطوير هذا المشروع وتحديثه بل ويرى ضرورة إعادة منصب وزير التعليم الفنى إلى الوجود.. لأننا أحوج إلى الاهتمام بالتعليم الفنى، وكفى هذه الجيوش الجرارة من خريجى الكليات النظرية.. وان ندرس احتياجات مصر ـ والدول العربية ـ من خريجى ودارسى التعليم الفنى، لكى نضع خططنا للنهوض بالتعليم الفنى بكل أنواعه: الزراعى والصناعى والغذائى والمعمارى وأن ننشئ بكل محافظة ما يتفق مع احتياجاتنا.. ففى دمياط ـ يقول مارية لماذا لا نهتم بمدرسة فنية «متوسطة وفوق المتوسطة» للنهوض بصناعة الاثاث.. ما دمنا ننفذ وبسرعة طيبة مشروع مدينة للأثاث هناك.
<< ثم مدارس فنية زراعية للزراعة الصحراوية.. وأيضًا لصناعة الأسماك مع اهتمامنا بالمزارع السمكية التى هى صناعة متطورة بالكامل.
اسمعوا كلام الفاهمين لهذا التعليم الفنى، فهذا أفضل لمصر وللمصريين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف