محمد جبريل
الإسلام .. وصورة الإرهاب 1 - 2
دعنا نتفق علي أن فكرة تجديد الخطاب الديني. ليست وليدة ذاتها ولا مصادفة. لكنها أخذت زخمها من اتساع رقعة التنظيمات المتطرفة. تحت شعارات. وتطبيقات. تدَّعي الانتساب إلي الإسلام. بداية من القاعدة وطالبان وأفغانستان وباكستان. وامتداداتها في بوكو حرام بأفريقيا. وداعش. والنُصرة في أقطار الوطن العربي.
تنامي هذه الجماعات. واتساع أنشطتها الإرهابية. بتمويل لم يعد مجهول المصدر. فقد اعترف به ساسة كبار في الغرب. حتي قائد أخطر هذه التنظيمات. وهو الداعشي "أبوبكر البغدادي". أجمعت تقارير مخابراتية وإعلامية أنه يهودي الديانة. وإن ادَّعي الإسلام ليقود التنظيم بدعم من الأجهزة الممولة.
مسئولية علمائنا ومثقفينا نزع الشوائب التي يحاول التآمر إلصاقها بالدين الإسلامي. والسعي ـ في الوقت نفسه ـ لتوضيح حقائق الإسلام. وأباطيل خصومه. علي حد تعبير أستاذنا العقاد. من خلال الأفكار المدسوسة والمقحمة التي تدعي نُصرة الإسلام.
والحق أن المجتمع الإسلامي يبدو ـ أحياناً ـ كمن يتراجع أمام حملات الغرب. يواصل التراجع في أرض خلاء. ليس من ورائه إلا الفراغ والضياع. فهو لابد أن يدافع عن نفسه.. هذا بُعد من أبعاد نُصرَة المسلمين لدينهم. ولأنفسهم. حتي هؤلاء الذين لم يعرفوا التعصب في فكرهم ولا حياتهم.. ثم مأزق يحاصرهم. هذا المأزق صنعه الحقد والتسلط والرغبة في الاستحواذ والسيطرة والابتلاع.. وكما يقول إدوار سعيد: فإن الميديا الصهيونية أفلحت في تصوير "الإرهاب الإسلامي" باعتباره شيئاً مستقلاً بذاته. وأنه مستقر. ومقيم في جوهر الإسلام ولُـبَّه ولَـبَّته. واختارت لذلك اسم "الفاشية الإسلامية".. الإسلام ليس هرطقة شرقية. ولا المسلمون غُزاة متبربرون. إنه دين للعدل والمساواة والسماحة والعدل والحرية.. أشير إلي قول جوتة: إذا كان الإسلام يعني عبادة اللَّه. فإننا جميعاً نعيش ونموت مسلمين.. الإسلام يحض علي تسامح أتباعه مع اليهود والنصاري. إنه ـ والقول لمحمد فريد وجدي ـ: يوصي كل معتنقيه بدعوة الناس كافة إلي تعارف عام. ماداموا إخواناً. أبوهم آدم وأمهم حواء. والإهابة بهم إلي التعمية علي الحزازات النفسية التي أوجدتها الأوهام القومية. والفوارق الجنسية واللغوية. وحملتهم علي التحاقد والتناحر.
والاتهام بغياب النقد في المجتمع الإسلامي. ربما استناداً إلي بعض النصوص الدينية.. ذلك الاتهام يجد دحضاً له في العديد من المواقف والأقوال. التي وجدت في النقد حقاً طبيعياً. حتي لو لأمس قضايا الدين.
أما الاتهام الغريب بأن الإسلام لا يملك مقومات الحضارة الحقيقية. فتنفيه عقود الدولة الإسلامية في الأندلس. والتي لا تزال تهب تأثيراتها الإيجابية في العالم كله حتي الآن.. تنفي الاتهام الغريب كذلك غزوات المغول الذين دمروا كل ما صادفوه في طريقهم. وقتلوا. وأحرقوا. ثم وجدوا في العقيدة الإسلامية خلاصاً حقيقياً لعقائدهم الوثنية. وتاريخ الحروب الصليبية حافل بالغدر والتآمر من جانب الغرب. مقابلاً للتسامح. وإثراء التجربة الإنسانية.